في سابقة عربية، زارا وزير الخارجية عبدالله بن زايد ونظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي يرافقهما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الثلاثاء النصب التذكاري لمحرقة "الهولوكوست" (Holocaust) في وسط العاصمة الألمانية برلين.
وكتب عبدالله بن زايد في سجل الضيوف الرسميين بمقر النصب التذكاري تحية لضحايا المحرقة جاء فيها أن المكان يذكّر بضحايا دعاة التطرف والكراهية وبقيم إنسانية نبيلة تدعو إلى التعايش والتسامح، وهو ما تأسست عليه بلاده، على حد تعبيره.
وختم ما خطه في سجل الضيوف بعبارة تقول إن ذلك لن يحدث مطلقا مرة أخرى (Never Again).
وفي صور نشرتها وكالات أنباء ومواقع التواصل الاجتماعي لأول لقاء علني بين الوزيرين، ظهر عبدالله بن زايد وأشكنازي يتماسان بالمرفقين تفاديا للمصافحة بالأيدي بسبب انتشار فيروس كورونا.
وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن عبدالله بن زايد هو أول شخصية عربية رسمية بهذا المستوى تزور النصب التذكاري للمحرقة.
ووفق مصادر إعلامية إسرائيلية، فإن زيارة النصب جاءت بمبادرة من وزير الخارجية عبدالله بن زايد الذي التقى أشكنازي لبحث سبل تطوير العلاقات بين الإمارات وإسرائيل بعد توقيع اتفاق التطبيع بينهما.
من جانبه، توجه أشكنازي، بالشكر لوزير الخارجية الألماني، لدعوته "مع عبدالله ابن زايد إلى برلين"، قائلا: "أريد أن أشكر أيضا بشكل شخصي، نظيري عبد الله بن زايد، وكذلك ولي العهد (محمد بن زايد)، يدور الحديث عن خطوة تاريخية ويشرفني أن ألتقي بكم".
ومضى قائلاً: "قبل دقائق، أنهينا (مع عبد الله بن زايد) اجتماعا جيدا وإيجابيا، بحثنا خلاله تعزيز مسائل استراتيجية مشتركة، وضرورة التحرك بسرعة لتعزيز العلاقات الكاملة".
وأوضح: "يسعدني أننا تمكنا من دفع قضايا مهمة بمجال إصدار التأشيرات وإنشاء السفارات وترتيبات الطيران بين الدولتين (إسرائيل والإمارات)، وآمل أن نتمكن قريبا، من توقيع الاتفاقيات المهمة بشأن هذه القضايا وغيرها".
بدوره، وصف وزير خارجية ألمانيا، "اتفاق التطبيع الموقع الشهر الماضي، بين إسرائيل والإمارات، بالخطوة التاريخية"، معتبرا أنها تظهر أن "التعايش في الشرق الأوسط ممكنا".
وقال ماس، إن الاتفاق من شأنه التغلب "على رواسب الماضي في الشرق الأوسط، شريطة حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على شكل دولتين".
واستطرد: "مستعدون (ألمانيا) جنبا إلى جنب مع شركائنا في أوروبا، لدفع هذا المخطط إذا أراد الأطراف ذلك".
من جانبها، قالت الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع، إن الشارع الإماراتي أصيب بخيبة كبيرة بعد موقف ألمانيا المتمثل في التحضير للقاء يجمع عبدالله بن زايد ووزير خارجية الكيان الصهيوني في برلين بهدف تعميق جوانب التطبيع بين الطرفين.
يأتي اللقاء في برلين ترسيخا للتطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب، والذي تُرجم إلى اتفاق وقع منتصف الشهر الماضي في البيت الأبيض، ولاحقا وقع الطرفان اتفاقيات تعاون في عدة مجالات، بما في ذلك المجال الأمني، متجاهلتين حالة الغضب في الأوساط الشعبية العربية والرفض الفلسطيني.