تجري مجموعة فوكسكون للتكنولوجيا، أكبر مورد لعملاق الإلكترونيات أبل، محادثات مع السعودية بشأن بناء مصنع بقيمة 9 مليارات دولار، يصنع أشباه الموصلات ومكونات للسيارات الكهربائية وإلكترونيات أخرى، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الاثنين، عن مصادر مطلعة.
وقالت الصحيفة إن "الحكومة السعودية تراجع عرضا مقدمًا من الشركة، المعروفة رسميا باسم شركة هون هاي للصناعات الدقيقة، لبناء مسبك مزدوج الخط لتكنولوجيا التركيب السطحي وتصنيع الرقائق في مدينة "نيوم"، التي تعمل المملكة على تطويرها في الصحراء".
وأشارت المصادر إلى أن المحادثات بشأن المشروع بدأت العام الماضي.
ووسعت فوكسكون أعمالها خلال السنوات الأخيرة، بما يتجاوز منتجات "أبل"، لتشمل المركبات الكهربائية.
وقالت الشركة، العام الماضي، إنها تخطط لبناء مشروع للمركبات الكهربائية في الشرق الأوسط، مع التركيز على البرمجيات والبنية التحتية السحابية لسيارات الركوب.
وقال أحد المصادر إن السعوديين يقارنون العرض المقدم لهم بما قدمته الشركة لمشاريع مماثلة في دول أخرى، حيث تحدثت مع الإمارات بشأن تنفيذ المشروع هناك.
وسعت الشركة، التي تتخذ من تايوان مقرا لها، إلى تنويع مواقع التصنيع الخاصة بها وسط التوترات المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة، والتي تضعها في مكان معرض للخطر.
كما تسعى للحصول على حوافز كبيرة، بما في ذلك التمويل والإعفاءات الضريبية وإعانات الطاقة والمياه، مقابل المساعدة في إنشاء قطاع تصنيع عالي التقنية في المملكة، حيث تعمل السعودية على تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط.
لكن الرياض تريد أن تتأكد أن المشروع مربح في النهاية، حسب الصحيفة الأميركية.
وبعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018، كافحت السعودية لإصلاح مناخ أعمالها لجذب الاستثمار الأجنبي.
وتحاول السعودية نقل سلاسل التوريد الدولية إلى المملكة، والحصول على حصة سوقية مناسبة، لكن هذه الجهود تعقدت بسبب السوق المحلية الصغيرة في المملكة وارتفاع تكاليف العمالة، وبيئة التشغيل التي لا يمكن التنبؤ بها.
وتشير الصحيفة إلى أن الموافقة السعودية النهائية على صفقة "فوكسكون" في يد الأمير محمد بن سلمان، الذي ظل يدفع منذ عدة سنوات من أجل إنشاء مدينة نيوم للصناعات الذكية، لكنه واجه شكوكا بشأن الخدمات اللوجستية المحدودة للموقع وإمكانية الوصول إلى الطاقة والمياه، وفق التقرير الذي نقلته "الحرة" إلى العربية.