قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان يعمل من وراء الكواليس لإنجاح اتفاق التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب، بصفته مستشارا مقربا من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
وأضافت الصحيفة أن دحلان التقى في القاهرة مؤخرا مجموعة من مؤيديه الذين قدِموا من الضفة الغربية، وذلك بهدف استطلاع ردود الفعل الفلسطينية والإسرائيلية حيال اتفاق التطبيع.
وفي تحقيق خاص عن دحلان، قالت الصحيفة الإسرائيلية إن القيادي الفلسطيني السابق قرر أن يستبدل السجون الإسرائيلية بالقصور الخليجية، وملأ حسابه البنكي بـ120 مليون دولار.
وكشفت أن دحلان زار إسرائيل سرا بصحبة طحنون بن زايد شقيق ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، حيث وصلا مطار بن غوريون الدولي شرق تل أبيب على متن طائرة إماراتية تحمل مساعدات طبية قبل أسابيع عدة، وكانت معدة لدعم السلطة الفلسطينية في مواجهة جائحة كورونا، لكن السلطة رفضت استقبالها بشكل قاطع.
ووفقا للصحيفة، فإن دحلان يتحين الفرصة المناسبة لكي يرث الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في رئاسة السلطة الفلسطينية بمساعدة إسرائيل كما يعتقد البعض، رغم أن إسرائيل تحاول البقاء خارج الصورة كي لا تلحق الأذى بصورته.
أحلام دحلان
ونقلت الصحيفة -في تحقيقها الذي أفردت له عدة صفحات في ملحق نهاية الأسبوع- عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن "رأس محمد دحلان موجود طوال الوقت في الأراضي الفلسطينية، وإنه يعزز موقعه فيها بانتظار ما سيحدث بعد انتهاء حقبة أبو مازن وبداية حقبة جديدة يرى فيها نفسه رئيسا للسلطة الفلسطينية".
لكن الصحيفة تقول إن رجال أبو مازن المقربين منه والذين يرون أنفسهم ورثة له (وهم: جبريل الرجوب، وحسين الشيخ، ومحمد العالول، وماجد فرج)، يعملون على إحباط أحلام دحلان.
ونقلت الصحيفة عن سفيان أبو زايدة -أحد المقربين من دحلان- قوله إن دحلان لن يعود إلى أراضي السلطة الفلسطينية طالما كان أبو مازن على قيد الحياة، كما أنه لن يعود من خلال فرضه من قبل دولة عربية أو دولة الإمارات، بل سيكون له مركز قيادي فقط عن طريق الانتخابات.
وأشارت أحرونوت إلى أن رغبة دحلان في الوصول إلى السلطة دفعته لتعزيز علاقته بمصر، مشيرة إلى أنه أرسل فرقا تابعة له عام 2013 للمشاركة في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي من سدة الحكم، وبعدها فتحت مصر أبوابها أمامه على مصرعيها وهو يتردد عليها سرا.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية تصريحات نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني التي أكد فيها أن دحلان يعمل ضد مصالح شعبه، وأن إسرائيل تحاول تجميل صورته.
وتشير يديعوت أحرونوت إلى أن حركة حماس تعتقد أن دحلان ساهم في تصفية القيادي البارز في كتائب القسام محمود المبحوح في أحد فنادق دبي عام 2010.
وشددت الصحيفة على أن اثنين من عمال شركة المقاولات التابعة لدحلان -وهما: أحمد حسين، وأنور شحيبر- استأجرا باسميهما السيارات التي استخدمها عملاء الموساد للوصول إلى الفندق.