بينما كانت الانطباعات تتعزز لدى فريق يصف نفسه بأنه الأغلبية، يما يقول إنه "تفوق" قطر على الإمارات ودول الحصار في حججها ومدى إقناعها لشعوب المنطقة ودول العالم، حتى أعلن الأكاديمي الكويتي عبدالله الشايجي (كاتب مقال في صحيفة الاتحاد حتى يونيو الماضي، عندما أوقفت أبوظبي التعامل مع لوقوفه على الحياد في الأزمة مع قطر) عن استطلاع رأي أجراه على صفحته بـ"إنستغرام".
وذهبت النتائج التي حصل عليها أستاذ العلوم السياسية والضليع بقياسات ودراسات الرأي العام، إلى تأكيد الانطباعات الشعبية إزاء الاقتناع بالرواية القطرية أكثر من اقتناعها برواية دول الحصار فيما يخص الأزمة الخليجية.
وطرح الأكاديمي التساؤل التالي: دول الرباعية (الحصار أو المقاطعة) أو دولة قطر، برأيك، من الطرف الذي أدار الأزمة بشكل أفضل وبدا أكثر إقناعا بحججه وموقفه؟
وخصص الشايجي ساعة واحدة للاستطلاع، لتسفر النتائج عن 59% من المشاركين فيه، اعبتروا أن قطر هي التي بدت أكثر إقناعا وأدارت الأزمة بشكل أفضل. أما دول الرباعية، فقد حظيت بتأييد 24% من المشاركين الذين اعتبروها أنها أفضل أداء وأكثر إقناعا، في حين لم يقرر 14% أي الفريقين، كان الأفضل والأكثر منطقية.
ولم تتقاطع هذه النتائج مع الانطباعات الشعبية فقط، وإنما أيضا مع ما ذكرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مؤخرا من، "أن السعودية فازت في حملة العلاقات العامة بداية الأزمة عندما وقف الرئيس دونالد ترامب إلى جانب السعوديين وقرار حصار قطر".
واستدركت المجلة، "ولكن اللوبي القطري وسلسلة من الأخطاء السعودية أدت لحرف موقف الإدارة باتجاه قطر".
وبحسب المجلة أيضا، يقول جين فرانسوا سيزنك، الزميل الباحث في المعهد الأطلنطي: ” من وجهة نظر العلاقات العامة فإنهم (القطريين) أذكى من السعوديين” و”يقدمون رؤية أكثر انفتاحاً وصورة عن الانفتاح الثقافي التي لم يكن السعوديون يملكونها حتى وقت قريب”.
ونقلت المجلة عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن الإدارة كانت مهتمة بالبداية بالضغط على السعودية بقوة ضد القطريين ولكنها أصيبت بالإحباط. فتدهور الوضع الأمني في اليمن واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري وعملية ملاحقة الفساد الفوضوية ساعدت في تغليب الميزان لصالح قطر.
وقال مسؤول في الخارجية طلب عدم ذكر اسمه إن “الفجوة بين البيت الأبيض والخارجية ضاقت بدرجة أصبح الموقف متشابهاً”. وبعبارات أخرى فحملة العلاقات العامة القطرية تبدو ناجحة. ويقول فيرستين:” فاز القطريون بالنقاش في الأشهر السبعة أو الثمانية الماضية وهذا بسبب أن السعوديين والإماراتيين لم يقدموا حالة مقنعة”، على حد طرح "فورين بوليسي".