قال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، الأحد، إن بلاده تتحسب لأي تهديد على أمنها يأتي من شرقها (إريتريا).

جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك، مع نظيره الإثيوبي، ورقينو قبيو، في مقر الخارجية السودانية بالخرطوم.

وردا على سؤال من أحد الصحفيين بشأن ما تم تداوله من أنباء بشأن تواجد عسكري “مصري إريتري إماراتي” على الحدود الشرقية للسودان دون تعقيب رسمي من الدول الثلاث على ذلك حتى الآن، قال غندور: “السودان لا يتحدث عن حشود تقيمها دولة بعينها، لكنه يتحدث عن تهديد لأمنه من الشرق”.

وأضاف: “معروف أن هناك بعض قوى المعارضة متواجدة في شرقنا، وبالتالي نتحسب لأي ما يمكن أن يأتينا من ذلك المكان”.

وأشار غندور إلى أن “القوات المسلحة السودانية حرّكت جزءا من قواتها في تلك المنطقة تحسبًا لأي ما يمكن أن ينتج سلبًا على أمن وسلامة البلاد”.

ولفت إلى أن بلاده “لا تتحدث عن تهديدات دولة بعينها، لكن لدينا خيوط بأن البعض يحاول أن يؤذي أمننا، وسنوضح بالتفاصيل ذلك في الوقت المناسب”.

وتشهد الحدود السودانية الإريترية توتراً غير مسبوق، خلال الفترة الأخيرة، بعدما تحدثت وسائل وسائل إعلام سودانية عن حشود عسكرية على الحدود السودانية الإريترية، بدعم من مصر والإمارات.

فيما قال مساعد الرئيس السوداني، إبراهيم محمود، في تصريحات سابقة، في هذا السياق، إن بلاده تتحسب لتهديدات أمنية من جارتيها مصر وإريتريا بعد تحركات عسكرية لهاتين الدولتين في منطقة “ساوا” المتاخمة لولاية كسلا، شرقي البلاد، بينما لم ترد القاهرة ولا إرتيريا ولا الإمارات بتأكيد أو نفي هذه الأنباء حتى الآن.

وتزامن مع ذلك إغلاق السودان لجميع معابره الحدودية مع إريتريا، وإرساله تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الشرقية من البلاد.

وأوضح غندور، في المؤتمر ذاته، الأحد، أن زيارة نظيره الإثيوبي إلى السودان “تأتي في إطار كل ذلك من هذه العلاقات للتشاور حول القضايا الثنائية”.

وأشار إلى أن “البلدين سينسقان في القضايا الإقليمية والدولية، خاصة أن قمة الاتحاد الإفريقي ستبدأ اجتماعات مجلسها الوزاري في 26 يناير الجاري”.

واعتبر غندور أن “ما يجري في الإقليم كبير وهناك تحولات نأمل أن تكون خيرًا على منطقتنا وبلادنا؛ وبالتالي الأمر يحتاج أن يكون لنا استراتيجية مشتركة واحدة من أجل الاستفادة من هذه المتغيرات وتفادي سلبياتها”.

من جانبه، قال وزير خارجية إثيوبيا: “لدينا علاقة جيدة مع السودان، وهي من أحسن العلاقات في إفريقيا، وقائمة لتحقيق مصالحنا المشتركة”.

وأوضح أن “اللقاء الثنائي ناقش ما يدور في الإقليم، وسننسق تواصلنا لصالح الاستقرار والأمن في منطقتنا”.

ومضى قائلا: “إذا كانت هناك أي مشاكل نستطيع أن نحلها بالنقاش والمباحثات، وإثيوبيا والسودان عاشتا لقرون مضت، وهذه العلاقة ستُعزز وتستمر”.

وردا على سؤال صحفي بشأن احتمالية تدخل إثيوبيا لحماية السودان من أي اعتداء خارجي في ظل اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، قال قبيو: “سنعمل من أجل السلام وهذا هو الأهم، وإذا كان هناك سوء تفاهم أو خلافات سنعمل لطرح كل المواضيع على طاولة المفاوضات ونحلها بطريقة سلمية”.

وأضاف: “أي تصعيد سنواجهه بالنقاش والأساليب الدبلوماسية”.

وفي وقت سابق الأحد، سلم وزير الخارجية الإثيوبي رسالة للرئيس السوداني عمر البشير، من رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام ديسالين.

ووصل الوزير قيبو، الخرطوم، مساء السبت، في زيارة لمدة يومين.