واصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هجومه على وزير الخارجية عبد الله بن زايد، على خلفية اتهام الأخير والي العثمانيين على المدينة المنورة بارتكاب "جرائم وسرقات" في المدينة.
ووصف إردوغان الوزير بقوله «الرجل المتغطرس بنشوة النفط والأموال»، مضيفاً: «يا أيها الوقح أين كان أجدادك عندما كان أجدادي يدافعون عن المدينة»، على حد قوله.
وجاءت تصريحات إردوغان هذه في كلمة ألقاها خلال حفل توزيع جوائز الفن والثقافة في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة.
وفي وقت سابق، أعاد عبد الله بن زايد، نشر تغريدة مسيئة لإردوغان، وادّعى ارتكاب فخر الدين باشا، (القائد العسكري التركي الذي دافع عن المدينة المنورة أثناء الحرب العالمية الأولى)، جرائم ضدّ السكان المحليين.
واستدعت وزارة الخارجية التركية الخميس (21|12) القائم بالأعمال الإماراتي.
وقالت وكالة أنباء الأناضول الحكومية إن السلطات التركية أبلغت القائم بالأعمال «امتعاضها» من التغريدة التي أعاد الوزير عبد الله بن زايد نشرها قبل أيام.
من جانبه، شن وزير الداخلية الإماراتي سيف بن زايد، هجوما على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وقال سيف بن زايد في تغريدته: «لا أحد يستطيع تغيير التاريخ المعاصر وحقائقه، ولو بعمالته المعروفة لتغيير الشرق الأوسط»، في إشارة إلى إردوغان.
وتابع: «الواقع والمستقبل يصنعه الرجال»، مرفقا مع تغريدته هاشتاغ «كلنا عبد الله بن زايد».
ورد الكثير من المغردين على سيف بن زايد مستنكرين حديثه "عن التاريخ في حين لا توجد جذور تاريخية للإمارات" على حد إنكارهم للحقائق.
ويأتي التوتر التركي الإماراتي رغم جهود يبذلها الرئيس التركي لمحو مقولة يؤمن بها الكثير من الأتراك، وهي أن العرب طعنوا الأتراك من الخلف بتعاونهم مع الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى.
وقال إردوغان في تصريحات سابقة: «حان الوقت لتجاهل الكذبة القائلة إن العرب طعنوا الأتراك من الخلف».
ويقول مراقبون إن اختيار فخر الدين باشا والمدينة المنورة في هذا التوقيت من جانب أبوظبي، يستهدف تعميق فتور العلاقات بين أنقرة والرياض، بعد تحذير أردوغان من أن ضياع القدس سيؤدي إلى عدم القدرة على حماية مكة والمدينة، وهو التصريح الذي كشف خطورة المساس بالقدس.