لليوم الثالث على التوالي، استمرت المسيرات والتجمعات المؤيدة للنائب السابق مسلم البراك، أمين عام «حشد»، الذي جرى توقيفه لعشرة أيام بتهمة "إهانة القضاء".
واتخذت المسيرات الاحتجاجية اتجاهين، الأول: تصاعد اعمال العنف واطلاق النار، مما دفع رجال الأمن الى الرد واعتقال العشرات، بينهم احداث و«بدون». والثاني: اتساع رقعة المسيرات التي شملت الليلة قبل الماضية الجهراء والصباحية، حيث حصلت مصادمات مع رجال الأمن وعملية كرّ وفرّ.
وبينما تترقب اوساط امنية - بقلق - الدعوة للتجمع امام المسجد الكبير مساء اليوم (الاحد)، يجتمع قياديو الداخلية لتحديد آلية التعامل مع هذا التجمع، مع رشح معلومات عن تحديد المتجمهرين أماكن بديلة، في حال تم منعهم من الوصول الى المسجد الكبير.
واعرب مصدر حكومي رفيع المستوى عن قلقه البالغ من تصاعد وتيرة الحراك الشعبي، «واتخاذه منحى اعمال شغب» في بعض المناطق.
وحذر المصدر من «عملية التحريض» المنظمة التي يقوم بها البعض. وقال: «الخوف والخطر مصدرهما الأحداث الذين يقومون بأعمال شغب»، وتساءل: ماذا يعني ان يشارك «بدون» في مسيرات تطالب بإقصاء مؤسسات؟!
وفي اعمال عنف صباح الناصر استخدمت القوات الخاصة القنابل المسيلة للدموع والصوتية لتفريق التجمع في منطقة صباح الناصر، حيث نظم نحو 400 شخص مسيرة شهدت أعمال شغب واتلاف ممتلكات واضرام النيران باطارات المركبات وحاويات القمامة، ورشق عناصر الأمن بالحجارة، واتجهت المسيرة صوب السجن المركزي، الا ان القوات الخاصة فرقتها بالقوة، واستمر الكر والفر بين رجال الأمن والمتجمعين حتى الساعات الأولى من فجر أمس.
وفي الجهراء اعتقلت قوات الأمن عدداً من المشاركين في المسيرة، التي بدأت في دوار الصندلي، وانتقلت الى نادي الجهراء وسط كر وفر بين الطرفين بعد ان أغلقت القوات الخاصة منطقة التجمع بالكامل.
وفي منطقة الصباحية اعتقلت قوات الأمن عدداً من المشاركين في المسيرة التي استمرت لنحو ساعة قبل ان تتدخل قوات الأمن وتفرق المتجمعين.
وبالقرب من المباحث الجنائية في السالمية نظم حوالي 30 مواطناً وقفة احتجاجية، وطالبوا باطلاق سراح المعتقلين، وانتهى التجمع من دون احتكاكات أو تصادمات مع رجال الأمن.
تطور الأحداث
بدأ التجمع في العاشرة مساء عند دوار الكرامة في منطقة صباح الناصر، وكانت الأعداد قليلة لا تتعدى 70 شخصاً، وتوافد المتجمعون بعد ذلك وارتفعت اعداد المشاركين الى حوالي 200 شخص عند العاشرة والنصف مساء، وارتفع العدد تدريجياً ليصل الى 400 شخص تقريباً.
وانطلقت المسيرة باتجاه الطريق الدائري السادس في الحادية عشرة مساء، واخذ المتجمهرون يرددون هتافات مؤيدة للبراك، وعندما وصلوا مقابل احد المطاعم الشهيرة رشقوه بالحجارة مرة اخرى، وحطموا الزجاج واتلفوا الواجهة الامامية للمطعم.
وفي الساعة 11.30 مساء وصلت المسيرة الى الدائري السادس واغلقوا الطريق لبضع دقائق، واخذوا يطاردون اي دورية امنية او مرورية تمر امامهم ويرشقونها بالحجارة، كما اشعلوا النيران في حاوية قمامة على الطريق، وتوقفت حركة السير تماما.
وهاجمت القوات الخاصة المسيرة عند الساعة 11.39 دقيقة، بالقنابل الدخانية والمياه، وحدثت حالة من الكر والفر، وتمكنت من تفرقة المتجمهرين، ثم عمل رجال الامن والنجدة والمرور على تسيير حركة السير التي تعطلت بسبب المسيرة، واستدعوا رجال الاطفاء لرفع المواد المحترقة من الطريق.