طالب النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد سعد أحويج، الدول العربية بعدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي، مشيرا إلى الدور السلبي التي تلعبه أبوظبي في بلاده.
وقال حويج في حوار له مع صحيفة "العربي الجديد"إن "موقف الإمارات تحديداً لا يزال موقفاً سيئاً، إذ تتدخل في الشأن الليبي وتموّل بعض الجماعات ووسائل إعلام ومحطات مرئية موجهة إلى ليبيا".
وبنفس الوقت أثني على الدوحة قائلا: "لقطر موقف جيد مما يجري في ليبيا وهي داعمة للعملية السياسية وحكومة التوافق، وتقوم بدور إيجابي في هذا الشأن".
وكان مجلس الأمن الدولي أصدر تقرير رسمي، يؤكد أن أبوظبي قامت بدور سلبي في الساحة الليبية لجهة دعم الثورة المضادة بالسلاح والمال والإعلام والدبلوماسية.
وأفاد التقرير أن أبوظبي ونظام السيسي دعما برلمان طبرق واللواء خليفة حفتر الذي هدد قبائل شرق ليبيا بالاستعانة بمرتزقة أفارقة، وأن هذا التهديد يبدو أنه تحقق بالفعل.
وقال فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة والذي أعد التقرير، إنه حقق مع عدد من منتجي الأسلحة وناقليها حول دور الإمارات في انتهاك حظر السلاح إلى ليبيا، وقالوا إن الإمارات كانت تدقق نسبيا في تصدير السلاح إلى طبرق في حين كانت تمتنع تماما عن تصدير السلاح إلى طرابلس ومصراتة. وأشارت الأمم المتحدة إلى دور سفير ليبيا في الإمارات المحسوب على حفتر.
حفتر معزول
من جهة أخرى، قال أحويج إن قائد ما يُعرف بـ"عملية الكرامة"، اللواء الليبي خليفة حفتر، قد أصبح شبه معزول من المجتمع الدولي، وتراجع تأثيره بعد الاعتراف الدولي بحكومة الوفاق الوطني.
وأضاف أنه حاول أن يروج لنفسه في بنغازي لمدة عامين لكنه فشل في النهاية، لا سيما أن بنغازي عانت ولا تزال تعاني من ممارساته. وتابع أحويج أن حفتر يدعي حالياً أنه انتصر في مدينة درنه، لكن هذا الأمر لم يتحقق، فيما بدأ المجتمع الدولي يتحسس خطورة حفتر على العملية السياسية.
وكان حفتر قال قبل أيام في مقابلة تلفزيونيةإن قواته لا يمكن "على الإطلاق" أن تنضم لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة قبل حل "الميليشيات" المتحالفة معها.
موقف أبوظبي من حكومة الوفاق
وفي اجتماع الجامعة العربية غير العادي الذي انعقد في القاهرة السبت قال أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، «إن حل الأزمة الليبية يمثل أحد أهم أولوياتنا، .. ونرى أن أساس هذا التوجه هو اعتماد مجلس النواب لحكومة الوفاق لنتفادى تعدد الشرعيات التي صبغ المشهد الليبي بتداعياته السلبية، وليكتمل البناء الدستوري السوي، والذي يمثل الضمان الأمثل لحل مستدام يحافظ على وحدة ليبيا » على حد تعبيره.
ويرفض البرلمان الذي أشار إليه قرقاش منح الحكومة الثقة بفعل ترهيب حفتر لأعضائه الذين أعلنوا تأييدهم للحكومة، كون منح الثقة يقطع الشعرة الأخيرة لأي مزاعم لحفتر لذلك تصر أبوظبي على هذا الإجراء الذي يعطله حفتر.