أعلنت الإمارات عن تخصيص مبلغ 20 مليون دولار أمريكي لاستثمارها في دعم وتطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في اليمن.
وقالت أبوظبي إن يأتي ذلك في إطار سعيها للمساهمة في دعم الجهود الحكومية في التنمية، وتمكين الشباب، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، في اليمن.
وتشمل المبادرة - التي سيتولى "صندوق خليفة لتطوير المشاريع" تنفيذها والإشراف عليها - مدينتي عدن والمكلا كمرحلة أولى، على أن تمتد إلى باقي المحافظات والمدن اليمنية في مراحل لاحقة.
وتسهم هذه المبادرة بحسب ما يقول القائمون عليها، في تعزيز أداء الاقتصاد اليمني، ودفعه باتجاه التعافي والنمو، وتوفير فرص عمل للطاقات البشرية اليمنية الموهوبة، وتعزيز ثقافة الاستثمار وريادة الأعمال في اليمن الشقيق.
ويأتي هذا الدعم بعد انتشار أنباء الخلافات الحادة بين أبوظبي والرئيس عبدربه منصور هادي الذي أكد مرارا رفضه وعموم الشعب اليمني لأية أدوار "فردية" بعيدا عن التحالف في اليمن وهو الأمر الذي يتهم به ناشطون يمنيون أبوظبي تحديدا من بين دول التحالف.
ويرى مراقبون أن أبوظبي تركز مساعداتها فقط على عدن وسقطرى وحضرموت والمكلا.
وتلعب أبوظبي في اليمن دورا مثيرا للجدل في دعمها لمليشيات مسلحة قامت بارتكاب العديد من الجرائم، فضلا عن قيامها بتهجير العديد من المواطنين الشماليين إلى مدنهم.
وتدعي أبوظبي أنها تقود عملية عسكرية ضد تنظيم القاعدة، بدعم أمريكي، لكن مراقبين أكدوا أنها تسعى من هذا الدور المغلف بمحاربة القاعدة إلى تضييق الخناق والقضاء على رجال المقاومة المحسوبين على التجمع اليمني للإصلاح استباقا لأي دور لهم سياسي في اليمن خاصة بعد إظهار الرئيس هادي اعتماده على إصلاحيي اليمن بصورة كبيرة من خلال إقالة من يوصف رجل أبوظبي في اليمن خالد بحاح وتعيين المقرب من الإصلاح محسن الأحمر في المنصب الثاني في الدولة عسكريا ومدنيا.
وكانت أبوظبي ضغطت على الرئيس هادي بداية عاصفة الحزم لإقالة محافظ عدن نايف البكري المقرب من الإخوان، وباتت تتدخل في جميع شئون اليمن الداخلية وفق ما يتهم ناشطون يمنيون، والذين اتفقوا أيضا مع خبراء خليجيين مثل عبد الله النفيسي ومحمد الحضيف من أن أبوظبي لها رؤية خاصة في اليمن تسعى لفرضها لدرجة أنها ولت الأدبار في معركة تعز كونها محسوبة ديمغرافيا على "إخوان اليمن".
وطالب العديد من اليمنيين بأن يقتصر الدعم الشعبي الإماراتي لمشاركة القوات الإماراتية في اليمن على دعم عاصفة الحزم وليس الانحراف بها لخوض معارك مفتوحة مع منظمات العنف والتطرف التي لا تكترث لدماء أبرياء.
وليس بعيدا عن المعارك، فأبوظبي تعد من أشد المؤيدين لانفصال الجنوب اليمني عن شماله. وقد عقدت شخصيات انفصالية اجتماعا سريا لها في أبوظبي لبحث سبل تحقيق الانفصال الذي تظهر أبوظبي تأييدها له إعلاميا على الأقل.