انتقدت أبوظبي اجتماع فيينا الذي انعقد الاثنين(16|5) في فيينا رغم مشاركتها فيه إلى جانب 25 دولة وهيئة دولية رغم أن الاجتماع يتجه لتسليح حكومة التوافق الليبيبة برئاسة فايز السراج لمكافحة الإرهاب، وهي الدعوة التي لطالما كانت أبوظبي تنادي بها وتؤكد عليها.
جاء انتقاد أبوظبي عبر كلمة لصحيفة "الخليج" المحلية التي تعبر عن توجهات الدولة عموما وتوجهات أبوظبي خصوصا، إذا كان الأمر يتعلق ضد الربيع العربي.
فقد كتبت الصحيفة اليوم (17|5) في الكلمة الرسمية بعنوان "ليبيا قضية عربية"، قائلة:" الاجتماع ينعقد برعاية إيطاليا والولايات المتحدة، والحضور العربي هو حضور مماثل لدول أخرى معنية بشكل أو بآخر بالشأن الليبي، إما لقربها من خط الزلزال الليبي أو لانعكاس الوضع الليبي عليها من حيث مخاطر الإرهاب أو تداعياته الخاصة باللاجئين".
وتابعت الصحيفة والتي انتقدت المشاركة العربية في المؤتمر رغم أنها تدعو لحل عربي في ليبيا، ولكن يبدو أنها تدعو إلى حل إماراتي على طريقة أبوظبي، كما يلحظ مراقبون من تناقضات الصحيفة، تابعت قائلة:" الحضور العربي هو حضور خجول ولا يرتقي إلى الدور المفترض عربياً إزاء الأزمة الليبية ومخاطرها. فالأزمة في هذا البلد عربية، لأنه بلد عربي أولاً وما يجري فيه وحوله يهم كل العرب ويهددهم جميعاً، وتنظيم «داعش» وغيره من منظمات الإرهاب، هي نتاج منطقتنا".
ومن بين الدول العربية الحاضرة السعودية ومصر "السيسي" وقطر وتونس والجزائر والأردن والمغرب والسودان والجامعة العربية، ورغم ذلك فإن أبوظبي لم يروق لها مواقف جميع الدول العربية وتريد أن تقود المشاركين إلى حيث تصورها وهو أن الثورة والثوار إرهابيون قبل تنظيم الدولة وأنه يجب تسليح اللواء المنشق المتمرد خليفة حفتر للقضاء على الثورة، وليس دعم الحكومة لمكافحة الإرهاب.
جملة من التناقضات والفشل التي أصابت سنوات وشهور ومليارات وأسلحة ودماء وحرب أهلية وانتهاك قرارات الأمم المتحدة، كل ذلك موثق بتقارير رسمية ورسائل إلكترونية مسربة وشهادات إعلام دولية.
وتشعر أبوظبي بخيبة أمل واضحة وإحباط جراء عزلتها الدولية خاصة من أقرب الحلفاء لها في مصر والأردن وحتى السعودية التي وقعت معها مجلس تنسيقي الأثنين (16|5).
وإلى جانب الإحباط من الدول العربية التي هاجمتها "الخليج" فهناك إيطاليا والولايات المتحدةوفرنسا وبريطانيا التي دخلت أبوظبي حروبهم في مالي والمكلا طمعا لتدخل هذه الدول حربها في ليبيا، غير أنها وجدت نفسها أكثر عزلة وفي مواجهة موقف دولي متقارب من نفسه ومتباعد معها.
وبناء على إحباط أبوظبي، تابعت "الخليج": "فالمشاركة العربية في مؤتمر فيينا لا ترتقي إلى حجم مسؤولية الدول العربية، في أن تكون هي وليس غيرها صاحبة اليد الطولى في تقرير مصير ومستقبل هذا البلد العربي، لأن ترك الآخرين يديرون ويدبرون ويحددون مآلات مستقبل ليبيا يشكل علامة ضعف في العمل العربي المشترك في أن يكون وحده ومن دون غيره صاحب الكلمة الفصل في التقرير والعمل"، على حد انتقادها.
وزادت "الخليج" في إظهار خيبة أمل دولة الإمارات، الآخرون "لن يكونوا حريصين على ليبيا أو غيرها من ديار العرب مثل حرص العرب أنفسهم، إلا إذا كان العرب قد تخلوا عن أنفسهم وتركوا للآخرين أن يتلاعبوا بقضاياهم بما يتوافق مع مصالحهم كما هو حاصل الآن في سوريا والعراق وفلسطين.
وكالعادة، غلفت "الخليج" دعواتها هذه التي لا يراها غير بغلاف "القومية والوطنية ومحاربة الاستعمار"، قائلة:" متى يدرك العرب أن ما هو حاصل على أرضهم ليست الدول الغربية بعيدة عنه، وهو نتاج هذه المؤامرات الممتدة من «سايكس- بيكو» إلى «وعد بلفور».. إلى «الفوضي الخلاقة»؟"، على حد قولها.
وكان صدر عن الاجتماع بيانا مشتركا أكد دعم الحكومة الليبيبة الجديدة رافضا إعاقة عملها ومتوعدا كل من يعارضها مثل عقيلة صالح رئيس برلمان طبرق وحفتر.