اتخذت مدارس في دبي، إجراءات تحفيزية لمواجهة
ظاهرة تغيب الطلبة قبل امتحانات الفصل الدراسي الثاني، المقررة الأسبوع المقبل،
منها إبقاء أجزاء من المناهج حتى نهاية الأسبوع، وبدء برامج تقوية مجانية في مختلف
المواد، لتحفيز الطلبة على الالتزام بالحضور، ويأتي ذلك بناء على توجيه من منطقة
دبي التعليمية لإدارات تلك المدارس، بالوصول إلى الحد الأدنى من نسب الغياب.
وقال مسؤولون في
المنطقة التعليمية في دبي، "إن توزيع شرح المناهج يكون وفق جدول زمني موزع
على أيام الدراسة، لذا فإن حضور الطلاب لليوم الأخير مفيد لهم، ولابد من معالجة
ظاهرة غياب الطلبة قبل الامتحانات، وتحفيزهم على الحضور حتى اليوم الأخير".
من جهتها، قالت
مديرة مدرسة مارية القبطية للتعليم الثانوي، انتصار عيسى، إن "مدرستها اتخذت
إجراءات عدة لمواجهة ظاهرة الغياب، أبرزها تكليف الطلاب عمل مشروعات وموضوعات خلال
الأسبوع الجاري، إضافة إلى تقديم دروس تقوية مجانية، مع الإبقاء على أجزاء من
المناهج حتى اليوم الأخير من الأسبوع".
وأضافت أنه "تم إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني
والهواتف لذوي الطلبة، تطالبهم بالتعاون مع المدرسة في ضبط حضور أبنائهم"،
مشيرة إلى أن "المدرسة نفذت عدداً من البرامج للطلبة خلال الفصل الدراسي
الجاري، لتوعيتهم بأهمية الحضور حتى اليوم الأخير من كل فصل".
وطالبت ذوي الطلبة بتحمل مسؤوليتهم تجاه أبنائهم، ومتابعة
حضورهم إلى مدارسهم، في إطار التعاون مع إدارة المدرسة في تطبيق سياساتها
التربوية.
وقالت مديرة مدرسة الأميرة هيا بنت الحسين للتعليم الثانوي،
سلامة بوشهاب: "شهد الأسبوع الجاري تزايداً في أعداد الطلبة المتغيبين،
خصوصاً في الثاني عشر، وهي ظاهرة أصبحت جزءاً من ثقافة الطلبة في السنوات الأخيرة،
ما دفع المدرسة إلى وضع خطة لمواجهة ذلك، تتمثل في وضع عدد من امتحانات التقويم
لبعض المواد تلزم الطلبة بالحضور".
وتابعت بوشهاب، "هناك مواقف سلبية من قبل كثير من ذوي
الطلبة، فمثلاً بعضهم يحضر للحصول على إذن انصراف لأبنائهم خلال الأيام الأخيرة
بحجج واهية، وتبذل الإدارة معهم جهداً كبيراً لإقناعهم بأهمية الحضور".
وأكد مدير مدرسة دبي الثانوية، منصور شكري، أن "المدرسة
وزعت شرح المناهج، بحيث تنتهي في اليوم الأخير من الأسبوع الجاري". من جهته،
قال مدير مدرسة الصفا للتعليم الثانوي في دبي، علي مال الله السويدي، إن المدرسة
انتهت من المناهج الأسبوع الماضي، تحسباً لارتفاع نسبة الغياب الأسبوع الجاري،
الذي خصصته لمراجعة المناهج والتفاعل مع المعلمين، لإعادة شرح الأجزاء التي يجدون
صعوبة في فهمها، معتبراً تلك الخطوة من شأنها التقليل من نسب الغياب وتحفيز الطلاب
على الحضور. وأكدت مديرة مدرسة السلام للتعليم الثانوي، حمدة مسعود الزعابي، أن
مدرستها وضعت إجراءات لخفض نسب الغياب، إضافة إلى التواصل مع ذوي الطلبة للحد من
هذه الظاهرة.
يولي الإمارتيون
اهتماما كبيرا بالتعليم، سواء على صعيد الحكومة الإماراتية أو على الصعيد الأهلي.
فلا تكاد تخلو خطة إستراتيجية أو رؤية حكومية من بنود تطوير التعليم في الدولة،
سعيا للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال التعليم. ومن جانبهم، يبدي
الإماراتيون حرصا ملحوظا على مستقبل أبنائهم التعليمي، وتوفير كل أسباب الراحة
النفسية والبدنية، بصورة لا تخلو أحيانا من آثار جانبية سلبية كظاهرة الدروس
الخصوصية، أو زيادة الأعباء المدرسية المختلفة على كاهل الطلاب وأولياء أمورهم من
تحملهم جزءا ليس بالقليل، من توفير الوسائل التعليمية ولا سيما للمدارس الخاصة،
إضافة إلى ارتفاع مضطرد بالرسوم السنوية لهذه المدارس. كما تقوم مدارس أخرى بتحميل
الطلبة تكاليف الحفلات التي تقيمها المدرسة بذريعة الاحتفال بمناسبات طلابية.
ولا يزال حقل
التعليم في الإمارات يشهد المزيد من التحسينات والتطورات على صعيد عناصر العملية
التعليمية، كتدريب المعلمين المستمر، وتطوير المناهج الدراسية بما يتوافق و سوق العمل
في دولة الإمارات، وتوفير البيئة التعليمية المثالية المحفزة للطلاب من توفير مبان
مدرسية حديثة، والاعتماد خلال السنوات القادمة على التعليم اللوحي، وتحسين أساليب
الإدارة المدرسية.