أحدث الأخبار
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد

الرياض تعلق الجرس

الكـاتب : سلمان الدوسري
تاريخ الخبر: 12-02-2016


بعد نحو 18 شهرًا من إطلاق التحالف الدولي لمحاربة «داعش» عملياته، أثبتت الوقائع على الأرض أن هذه العمليات العسكرية المعتمدة على الضربات الجوية غير كافية إطلاقًا. لم تكن هذه مفاجأة في واقع الأمر؛ فالحرب بهذه الطريقة لن تجدي نفعًا دون وجود قوات على الأرض ولو استمرت عشر سنوات قادمة. الجميع يعرف حجم المشكلة الفعلية، ومع ذلك استمروا في محاربة شكلية، إلى أن كشفت السعودية عن استعدادها لإرسال قوات برية للمشاركة في محاربة الإرهاب في سوريا، فكان هذا الإعلان بمثابة تعليق الجرس لبدء الحرب الفعلية لنزع شوكة «داعش» وبتر الإرهاب بالطريقة الصحيحة التي تأخر العالم في التصدي لها طويلاً.
 
وخلال اجتماع دول التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، في بروكسل أمس، شرح ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، رؤية بلاده لهذه الخطوة الاستراتيجية، وسط ترحيب دولي، لأهمية الخطوة وليس فقط لأنها صادرة من السعودية، وبذلك تكون الرياض تقدمت إلى الأمام في الدفع بمساعٍ جدية للحرب ضد الإرهاب، بحلول جذرية تفتح الباب أمام ضربه في معقله، وهذا ليس جديدًا على السياسة السعودية، فهي تتصدر الدول المحاربة للإرهاب منذ سنوات طويلة، وتعمل على خنقه ومحاصرته فكريًا أو أمنيًا.. والآن عسكريًا، ناهيك بأن الرياض استطاعت، إبان إعلانها عن التحالف الإسلامي العسكري، الاستفادة من علاقتها المتميزة مع دول العالم الإسلامي، بإقناعها بأن التصدي للإرهاب لن يتم دون قيامها بمحاربته أينما كان، بعيدًا عن أي تصورات مذهبية كما تفعل دول أخرى، مثل إيران، تزعم أنها تحارب الإرهاب، إلا أنها في حقيقة الأمر تثير صراعات طائفية معقدة في المنطقة والعالم، بل إنها تدعم الجماعات الإرهابية بحسب طائفتها كما هو الحاصل مع الميليشيات الشيعية المنتشرة في سوريا والعراق.
 
كانت الولايات المتحدة ودول الغرب تمتنع عن المشاركة في أي عمليات برية حقيقية، متذرعة بأن دول المنطقة هي الأوْلى بحل مشكلاتها مع الإرهاب، ومع عدم منطقية مثل هذا الطرح على الأقل في شكله، باعتبار أن الإرهاب في فرنسا ليس مشكلة فرنسية فقط، كما أنه في بلجيكا ليس مشكلة بلجيكية فقط، فإن الإعلان السعودي الذي حرك المياه الراكدة، ينتظر خطوات مماثلة من الولايات المتحدة باعتبارها تقود هذا التحالف أصلاً، وكذلك من باقي دول «الناتو» التي لديها حدود مشتركة على الحدود التركية مع المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش. من جديد؛ مخطئ من يظن أنه يستطيع أن يحتوي هذه التنظيمات أو يبعد شرورها عنه دون حرب ضرورية ضدها حتى لو كانت مكلفة، ففي النهاية هذه حرب وليست نزهة.
 
لم يعد إرسال واشنطن لقوات برية لمقاتلة «داعش» وقيادة تحالف، يقبل التردد والمماطلة، حتى لو كان الرئيس باراك أوباما لا يزال يكرر وصف هذه الخطوة بأنها «خطأ». صحيح أن «داعش» تبتعد آلاف الأميال عن الأراضي الأميركية، وصحيح أن دول المنطقة عليها مسؤولية كبرى في هذا القتال، لكن أيضًا لا يمكن لأقوى دولة في العالم أن تتقاعس عن واحدة من أولوياتها فقط لتحقيق رؤية رئيسها بأنها لن ترسل قوات إلى أي مناطق نزاع في العالم، فالدول الكبرى عليها التزامات ليس مقبولاً منها التراجع عنها أو عدم القيام بها، كما ليس مقبولاً على دولة مثل السعودية أن ترفع يدها عن قضايا المنطقة وأزماتها باعتبار ذلك شأنًا لا يخصها، وها هي الرياض تعلق الجرس بانتظار متى ينقض العالم في حرب حقيقية للخلاص من «داعش» فعلاً لا قولاً.
 
أما لماذا لا يحارب هذا التحالف الدولي الإرهاب الآخر في سوريا، وأعني إرهاب نظام بشار الأسد، فهذا ليس تناقضًا كما يراد تصويره، بقدر أنه لا السعودية ولا الدول الأخرى تستطيع فعل ذلك دون وجود قرار دولي يسمح بتدخل عسكري، وفي ظل تعقيدات المشهد الحالي في سوريا بالتدخل الروسي العسكري، وعدم وجود رغبة دولية حقيقية لإصدار أي قرار أممي للتدخل ضد النظام السوري، فليس أمام العالم إلا محاربة نصف الإرهاب على الأقل، بدلاً من ترك «داعش» باقية وتتمدد، وهو أمر يصب في صالح النظام السوري لا ضده.