طالب مركز مناصرة معتقلي الإمارات، الثلاثاء، من السلطات الإماراتية بالكشف عن مصير المواطن جمال الحمادي المختفي قسرياً منذ 2013.
وقال المركز في بيان، بمناسبة اليوم العالمي للاختفاء القسري الذي يوافق الـ30 من أغسطس من كل عام: "مرت 8 أعوام و4 أشهر و10 أيام، على المرة الأخيرة التي شوهد فيها مُدرس التربية الإسلامية الإماراتي جمال الحمادي، قبل أن يختفي قسرياً في ظروف مجهولة، وربما للأبد".
وأضاف البيان، أن هناك الكثير من الغموض والمعلومات النادرة، حول المعتقل الحمادي، المواطن الذي، ترعرع في مدينة خورفكّان التي تتبع إمارة الشارقة، ودرسَ الدراسات الإسلامية في جامعة الإمارات.
واعتقل الحمادي في يوم تفجير برجي التجارة العالمييْن 11 سبتمبر، من قبل قوات مسلحة تتبع جهاز أمن الدولة، لينضم إلى حملة اعتقال شنها الأمن على أشخاص بميول إسلامية، وفق تعبير المركز.
وحسب المركز، فإن الحمادي ظل بدون تهمة أو محاكمة لمدة 4 سنوات، مشيراً إلى أنها تلقى خلال هذه الفترة أبشع أصناف التعذيب الجسدي والمعنوي الذي تشتهر به سجون أمن الدولة، وقد أصدر الفريق العامل المعني بالاعتقال التعسفي في الأمم المتحدة قراراً في 26 مايو 2005، وَصف اعتقاله بالتعسفي.
وقد حاول جهاز أمن الدولة تلفيق تهمة القتال في سوريا، وقد أعلن موقع "24" التابع لجهاز أمن الدولة، مقتل جمال في سوريا، وذلك نقلاً عن ما أسماها بالمصادر الموثوقة، لكن عائلة جمال رفضت هذه الرواية تماماً.
وفي 5 فبراير 2014، استطاعت عائلة جمال التأكد من أن رواية السلطات ملفقة، حيث نقل معتقلون سابقون لأهله رؤيتهم جمال في أحد السجون السرية لأمن الدولة، وأن ظروف احتجازه كانت صعبة ومروعة.
ويقترب اختفاء جمال من عامه التاسع، دون أن يعرف أحد ما جرى على وجه الدقة، ويقول مركز مناصرة معتقلي الإمارات، إن جميع المؤشرات تقود إلى أن السلطات الإماراتية قامت بتصفيته خارج إطار القانون، واستخدمت من قصة سوريا وسيلة للتغطية على جريمتها.
وأوضح المركز، أن السلطات الإماراتية أرادت أن ترسل رسالة موقعة بالدم إلى جميع المعتقلين السابقين، بأن الحديث عن الانتهاكات التي تحصل في السجون الإماراتية له ثمن باهظ جداً، وقد استطاعت للأسف تحقيق جزء من هذا الهدف، حيث ما زال كثير من المعتقلين السابقين يخشون الحديث عن ما حصل لهم خوفاً من أن يكون مصيرهم مشابهاً لجمال.
وأشار المركز، إلى أن ربط جمال بسوريا والجهاديين رغم أنه لم يكن معروفاً عنه مثل هذه التوجهات، جعل العديد من المنظمات الحقوقية تتجنب الحديث عنه، لكن الحقيقة أن جمال دفع ثمن كلام لم يقله أصلاً، وها هو الآن يدفع أو قد دفع ثمن رغبته في الدفاع عن أخيه.