في تحول دراماتيكي للدور الخارجي لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ خصت الوايات المتحدة الإمارات من بين الدول الخليجية والعربية للمشاركة في اجتماع سري في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" من أجل التباحث حول القضايا المتأزمة في المنطقة العربية، لا سيما في العراق وسوريا، كأول تفاعل رسمي بينها وبين مكتب السياسة الدفاعية.
فبحسب ما أوردته صحيفة "واشنطن بوسط" الأمريكية؛ فإن الجلسة السرية التي عقدت في وزارة الدفاع الأمريكية هذا الأسبوع، لمناقشة سياسة الولايات المتحدة في العراق، حضرها سفيرا الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا فقط، لافتة الانتباه إلى أن المشاركة الإماراتية في الاجتماع هي ثمرة شراء أبوظبي للنفوذ في الولايات المتحدة بأموالها، كما قالت.
وأثارت الصحيفة فكرة دعوة الإمارات تحديداً للاجتماع السري في البنتاغون، وذكرت في إطار تحليلها أن السفيرين الإماراتي والبريطاني تمت دعوتهما من قبل "جون هامر" رئيس مجلس السياسة الدفاعية، الذي يقدم النصيحة لوزير الدفاع الأمريكي "تشاك هيجل" في القضايا الحساسة، والاجتماع لمناقشة المعلومات عالية السرية.
و"هامر"، كما تقول الصحيفة، يشغل منصب رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، والذي يتلقى تبرعات من الإمارات وبريطانيا، مشيرة إلى أن حضور سفير الإمارات يوسف العتيبة، والسفير البريطاني للاجتماع في البنتاجون منحهما فرصة خاصة للتعرف على ما يسعى إليه المسؤولين الأمريكيون خلال محاولتهم تشكيل سياسة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في العراق وأماكن أخرى في الشرق الأوسط.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد تحدثت عن الدور الذي تلعبه بعض الحكومات
فيما أسمته "شراء النفوذ" داخل الولايات المتحدة، وذلك بتبرعها لمراكز أبحاث داخل واشنطن من أجل التدخل في تحليلات مراكز الأبحاث وتوصياتها السياسية.
كما ذكرت "واشنطن بوست"، في تقرير كتبه اثنين من كبار محلليها في عددها الأخير، أن الإمارات أصبحت من المانحين بشكل سخي، ليس فقط لمراكز الأبحاث في واشنطن خلال السنوات الماضية، وإنما عملت كذلك على تأجير شركات ضغط لتعزيز رسالتها في واشنطن على أنها حليف استراتيجي للولايات المتحدة.
وأشار الدبلوماسي "العتيبة" إلى أن الاجتماع الذي حضره في البنتاغون هذا الأسبوع، كان أول تفاعل رسمي بينه وبين مكتب السياسة الدفاعية، على حد تعبيره.