حذرت مؤسسة "القدس الدولية"، من مخطط جديد لدولة الإمارات، يهدف إلى السيطرة على المشهد في مدينة القدس المحتلة، من خلال تسلّلها عبر الانتخابات الفلسطينية، لإخضاع المدينة المقدسة، لصالح الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما بعد اتفاق التطبيع.
وقالت "القدس الدولية"، في بيان صحفي، اليوم الثلاثاء، "إنه ومع اكتمال القوائم المقدمة لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، وبعد فشل محاولته تشكيل قائمة تحت اسم (القدس أولاً) بعد تحذير مؤسسة القدس الدولية منها، اضطر الأكاديمي الفلسطيني سري نسيبة للكشف عن انحيازه الصريح، فكان المرشح الثاني على قائمة الأمل والمستقبل التابعة لمحمد دحلان".
وأضاف البيان: "هذا يعني أنه في حال جرت الانتخابات ربما يكون مضمون النجاح، وسيواصل دوره في القدس مسنوداً بالتمويل الإماراتي والموقع الرسمي ليقيم فيها (سلطة وكالة) في سياق (اتفاق أبراهام) لضرب نبضها الشعبي وإخضاعه".
وقالت في هذا الصدد: "لقد طُرحت الانتخابات الفلسطينية بوصفها بوابةً للخروج من الانقسام الجغرافي الثنائي بين غزة والضفة الغربية، لكن الواضح الآن أنها باتت تهدد بانقسام ثلاثي لتضاف القدس كمنطقة رخوة لنفوذ إماراتي يقدم فيها خدمات أمنية وسياسية ودينية للصهاينة وفق (اتفاق أبراهام) عبر ثنائي دحلان-نسيبة".
وذكرّت "القدس الدولية" بأن "اتفاق أبراهام"، جرى من خلاله "إعادة تعريف الأقصى على القياس الصهيوني باعتباره المسجد القبلي فقط، وتعريف ساحاته باعتبارها مساحة مشتركة لجميع الأديان، والسماح لهم بالصلاة فيها، والاعتراف بالسيادة الصهيونية الكاملة على الأقصى".
وأشارت إلى أن "القيادة الإماراتية، عملت على تحقيقها مع الصهاينة عبر وفود أمنية اقتحمت الأقصى في أكتوبر 2020، وأخرى احتفلت بعيد "الأنوار" التوراتي على منصة الحاخامين في ساحة البراق في شهر ديسمبر 2020".
وبيّنت أن الإمارات تستغل دعوات الترويج للسياحة العربية والإسلامية في القدس، لتضفي مشروعية عربية وإسلامية على تهويد القدس والمقدسات، وذلك كعربون "رضى للصهيونية في هذا التحالف الآثم".
ونبهت إلى أن الخدمات الإماراتية للاحتلال الإسرائيلي، تجلت على الأرض حتى قبل "اتفاق أبراهام"، من خلال حضور الأموال المحولة من الإمارات في صفقة تسريب "بطن الهوى" في سلوان في 2014 وفي محاولة تسريب عقار درويش في 2018، وفي عروض إماراتية للاستثمار في مشروع وادي السليكون الصهيوني الجديد، والذي يتطلع إلى إعادة تشكيل وتهويد البوابة الشمالية لمركز مدينة القدس".
وأضافت: "كما كان لتأسيس (مجلس القدس للتطوير والتنمية الاقتصادية) برئاسة سري نسيبة في نهاية عام 2018 وتمويله بـ12 مليون دولار من (صندوق أبو ظبي للتنمية)، يأتي في إطار التحضير لهيمنة إماراتية على مشهد المؤسسات الأهلية، من خلال استغلال الحصار المفروض على كل ما هو فلسطيني، لعلها تلحقه بإرادتها وتسُوقه وفق مقتضيات (اتفاق أبراهام)"، بحسب البيان.
ودعت "القدس الدولية"، في ختام بيانها، كل الفصائل والقوى، والمقدسيين والمرابطين، إلى "إفشال هذه المحاولة وإسقاطها، وعزل نسيبة وخطه السياسي المتماهي مع (اتفاق أبراهام)، والذي لم يكن ليشكل أدنى خطر لو كانت الانتخابات تتم على أساس الدوائر الانتخابية المناطقية"
وأعربت عن تأكيدها بأنه: "لا يمكن للقدس أن تنتخب من كان يخط وثيقةً مع عامي أيالون في عام 2002 بينما كانت تقدم قوافل الشهداء والجرحى والأسرى خلال انتفاضة الأقصى"، وفق البيان.
ويأتي تحذير مؤسسة القدس الدولية، بعد إبرام الإمارات لاتفاق تطبيع كامل مع الكيان الصهيوني، في سبتمبر من العام الماضي في البيت الأبيض، وأعقب الاتفاق عشرات الاتفاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية والتجارية من بينها اتفاقيات لاستيراد منتجات المستوطنات.