قالت مصادر مطلعة إن القمة الخليجية المرتقبة التي تأجلت إلى يناير المقبل قد تشهد إعلاناً أولياً للمصالحة بين أطراف الأزمة الخليجية، مشيرة إلى أن التوصل إلى مصالحة نهائية سيستغرق وقتاً أطول على الأرجح.
وشهد الخلاف، الذي دفع السعودية وحلفاءها إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وروابط التجارة والسفر مع قطر في منتصف عام 2017، تحركاً مع إعلان الكويت والرياض في وقت سابق من الشهر الجاري أن التوصل إلى حل نهائي بات في المتناول.
وكانت الدول الأخرى من أطراف الخلاف أكثر تحفظاً في ترحيبها بالتقدم في جهود الوساطة التي تبذلها الكويت والولايات المتحدة، التي ترغب في اتحاد دول الخليج العربي في مواجهة إيران.
وقالت أربعة مصادر مطلعة على الأمر لوكالة "رويترز"، الخميس، إنها تتوقع صدور إعلان في هذا الصدد بالتزامن مع القمة التي تعقد عادة في ديسمبر ولم تجمع أمير قطر مع قادة الدول المقاطعة منذ 2017.
وقال مصدر خليجي إن اتفاقاً، سيضع الوزراء اللمسات الأخيرة عليه قبل القمة التي ستجمع قادة الحكومات، قد يفضي إلى مجموعة من المبادئ من أجل التفاوض أو عن تحرك أكثر واقعية يشمل إعادة فتح المجال الجوي أمام قطر كبادرة حسن نية.
وأضاف المصدر للوكالة: "تتحرك الأمور بسرعة لكنها لا تزال معلقة. ستستغرق المفاوضات للتوصل إلى حل نهائي شهوراً وشهوراً".
وقال مصدر آخر قريب من الأمر إنه عندما أعلنت الكويت عن إحراز تقدم كانت هناك وعود بمشاركة جميع القادة في القمة، لكن المحادثات بشأن إعادة فتح المجال الجوي، وهي خطوة تدفع واشنطن من أجلها، تعثرت.
وقال دبلوماسي أجنبي في المنطقة، توقع أيضاً مشاركة كاملة في القمة، إن اتفاقاً أولياً قد يتم الإعلان عنه، ويعقبه جمود جديد.
وأضاف أن السعوديين أكثر تحمساً على ما يبدو من حلفائهم وأن الدوحة مستعدة للانتظار من أجل التوصل إلى اتفاق شامل، خاصة في ظل تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن باتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه الرياض.
وقال الدبلوماسي: "السعوديون يحرصون على أن يظهروا لبايدن أنهم صناع سلام ومنفتحون على الحوار".
وأضاف أن البلد الخليجي المتمتع بالنفوذ سيتمكن على الأرجح من إقناع الحلفاء المترددين بالانضمام إليه.
ونقلت "رويترز" عن دبلوماسي عماني كبير، قوله إن بعض المسائل، مثل تلك المتعلقة بتركيا، تتطلب مزيداً من الوقت لكن هناك تغيرات كبيرة تحدث، وذلك بعد اتصال هاتفي نادر بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشهر الماضي.
وأضاف الدبلوماسي "أرى ضوءاً في نهاية النفق".