سجلت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية تغييرات منهجية في تعامل عدد من أصحاب المليارات مع شركاتهم وودائعهم، إذ بدأوا يهجرون الملاذات التي كانت لعقود طويلة توصف بأنها آمنة في جزر الكاريبي المعفاة من الضرائب، لينتقلوا إلى سويسرا، مستفيدين من تحديثات قانونية وإجرائية لم تعد مراكز الأوفشور القديمة تتمتع بها، وتحديدا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأعطت بلومبيرغ على ذلك نماذج في تصرفات المليارديرات البريطانيين والصينيين، كان آخرها ما عرضته صباح اليوم الثلاثاء عن قيام الملياردير أنتوني بامفورد، رئيس مجلس إدارة شركة JCB لصناعة الحفارات، حيث نقل أسهمه في الشركات القابضة التابعة للشركة من منطقة البحر الكاريبي إلى سويسرا، مع تغيير في الترتيبات التي كانت عائلته قد اعتمدتها طوال عقود مضت.
وكشفت بلومبيرغ أن بيانات الإيداع الأخيرة لمجموعة ”جي سي بي“ القابضة، ومقرها كانتون فو السويسرية، أظهرت أنها تضم الآن أسهما يسيطر عليها رجل الأعمال البريطاني وعائلته في واحدة من أكبر شركات تصنيع معدات البناء في العالم.
وأشار التقرير إلى أن هذه العائلة المليارديرية كانت في السابق تدير أسهمها من خلال كيانات مقرها في كوراكاو، وهي جزيرة هولندية كاريبية ازدهرت ذات يوم كمنطقة منخفضة الضرائب للشركات الأجنبية والأثرياء.
وقالت الوكالة إن هذه الخطوة توضح المدى الذي تحول إليه العديد من أغنى أثرياء العالم لحماية ثرواتهم، بالهجرة من مناطق الأوفشور التقليدية. فقبل عامين، قام أربعة أباطرة مال صينيين بتحويل أكثر من 17 مليار دولار من صناديق في الكيانات الكاريبية إلى صناديق ائتمانية عائلية جديدة.
كما قام رجل الأعمال المخترع جيمس دايسون بنقل استثماراته إلى سنغافورة في أعقاب التصويت البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي.
يشار إلى أن ملاذات كوراكاو الكاريبية كانت تؤوي في السابق أسهم JCB حيث كانت تمنح معاملة ضريبية تفضيلية، لكنها عدلت قوانينها لتتماشى مع المعايير العالمية، ولتتجنب خطر قيام الاتحاد الأوروبي بتجريمها وإدراجها في قائمته السوداء للملاذات الضريبية.