قال مسؤول كبير بصندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء إن دول مجلس التعاون الخليجي ستشهد اقتصاداتها تنكمش 7.6 بالمئة هذا العام في خضم تدني أسعار النفط وأزمة فيروس كورونا المستجد.
وقال جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، في جلسة افتراضية عن بعد، عقدت اليوم، إن اقتصادات دول المنطقة ستعود للنمو العام المقبل، إلا أن النمو سيرتبط بتعافي أسعار النفط، متوقعا أن تتراوح الأسعار بين 40 -50 دولارا للبرميل بالعام الحالي.
شارك في الجلسة أيضا محافظ مؤسسة النقد العربي (البنك المركزي السعودي) أحمد الخليفي، ومحافظ البنك المركزي البحريني رشيد المعراج.
وقال أزعور: "دول المنطقة نجحت بدرجة كبيرة في إدارة أزمة كورونا من خلال تقليص عدد الإصابات، كما أن الاستجابة السريعة للمصارف المركزية الخليجية في إطلاق حزم وسياسات نقدية داعمة، ساهم في الحفاظ على الدورة الاقتصادية".
وأشار إلى انكماش الناتج النفطي بدول المنطقة بنسبة 7 بالمئة، موضحا أن عودة الحركة في الدول الست يساعد على تحديد القطاعات الأكثر تأثراً بالجائحة.
وزاد: "نشهد مرحلة من الضبابية المرتفعة مع تراجع حركة التجارة العالمية بنسبة 12 بالمئة، ومن الضروري بالنسبة لدول الخليج إبقاء الإجراءات الاحترازية ضمن أولوياتها نظراً لاستمرار تفشي كورونا".
وطالب المسؤول بصندوق النقد، بإعادة ترتيب أولويات الإنفاق وإصلاح ودعم القطاع الخاص بشكل أكبر، إضافة إلى استمرار الإجراءات وسياسات التحفيز المالي.
ودعا المسؤول في صندوق النقد دول الخليج الى التحوط، من خلال وضع آليات تمويلية تأخذ بالاعتبار حجم الديون القائمة، والتحضير لضبط مستوى العجز في الميزانيات وذلك وفقاً لظروف كل دولة.
من جهته، اعتبر محافظ البنك المركزي السعودي أحمد الخليفي أن توقعات صندوق النقد الدولي لانكماش اقتصاد المملكة "أشد تشاؤما" من التقديرات السعودية نفسها. ويتوقع صندوق النقد أن ينكمش اقتصاد السعودية 6.8 في المائة هذا العام.
وشرح الخليفي أن من المتوقع أن ينتعش الاقتصاد غير النفطي لبلاده سريعا مع رفع إجراءات مكافحة فيروس كورونا، لكنه لم يذكر أرقاما محددة.
وانكمش الناتج المحلي الإجمالي للسعودية بالأسعار الثابتة بنسبة 1 في المائة على أساس سنوي، خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة مع نمو 1.7 في المائة في الفترة المقابلة من 2019.
وتأثرت دول الخليج بهبوط أسعار النفط الخام، خلال الشهر الأخير من الربع الأول، وكذلك تداعيات أزمة فيروس كورونا.