تتواصل ردود الفعل الحقوقية والشعبية على أنباء مؤكدة كشفت عن تفشي وباء كورونا في أوساط سجن الوثبة في أبوظبي حيث يقبع عدد من معتقلي الرأي الذين دخلوا مرحلة الشيخوخة بسبب استمرار اعتقالهم عقوبة لهم على توقيع مذكرة الثالث من مارس 2011 التي طالبت بإصلاحات إدارية ووطنية.
فقد أعلن المركز الدولي أنه توصل بنداء عاجل من والدة المعتقل عبد الله عوض سالم الشامسي يفيد بإصابته بالكورونا داخل سجن الوثبة وبرغبتها في الاتصال بابنها للاطمئنان عليه وطالبت السلطات العمانية بالسعي من أجل الإفراج عنه.
ويخشى المركز من تدهور الوضع الصحي للمعتقل عبد الله عوض سالم الشامسي وذلك لأنّ هذا الأخير يشكو من عديد الأمراض ومنها أنّ له كلية واحدة صالحة فضلا عما عرفت به سلطات دولة الإمارات من الإهمال الصحي للمعتقلين وعدم توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم ومن اكتظاظ الغرف بالمساجين واتساخها ونقص التهوية فيها وانعدام شروط الصحة والنظافة.
وتتكتّم سلطات أبوظبي عن عدد المصابين بالكورونا داخل سجونها للتغطية على تقصيرها وعلى عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار العدوى بين المساجين.
ويحمل المعتقل عبد الله عوض سالم الشامسي الجنسية العمانية وهو طالب من مواليد 27 سبتمبر 1998 وقد اعتقله جهاز أمن الدولة الإماراتي بمعية عمّه احمد الشامسي يوم 18 أغسطس 2018 على الساعة الحادية عشر صباحا متهما إياهما بالتجسس لفائدة دولة قطر.
وقد تعرّض عبد الله عوض سالم الشامسي للاعتقال دون أمر قضائي وللاختفاء القسري لأكثر من ستة أشهر ومنع عنه الاتصال بعائلته أو محاميه وأخفت ذلك عن عائلته وتمّ تسجيله من قبل مركز شرطة زاخر في مدينة العين في أبوظبي من ضمن المتغيبين وسلّمت أسرته في 14 سبتمبر 2018 شهادة في ذلك.
وتعرّض عبد الله عوض سالم الشامسي للتعذيب وانتزعت منه اعترافات بتخابره مع دولة قطر والتجسس لفائدتها ونقل إلى سجن الوثبة ليتعرّض للمعاملة المهينة والحاطة من الكرامة.
وتمّت إدانته في 6 مايو 2020 من قبل محكمة الاستئناف الاتحادية في أبوظبي بالسجن مدّة 25 سنة دون حضور العائلة ودون تخويله الحق في الدفاع ودون التحقيق فيما تعرّض له من تعذيب واستنادا إلى وثيقة نشرتها صحيفة البيان الإماراتية ثبت زورها وذلك في انتهاك لضمانات المحاكمة العادلة التي كفلتها المواثيق الدولية.
وفرضت سلطات أبوظبي على المعتقل عبد الله عوض سالم الشامسي تصوير شريط فيديو بتاريخ 7 يناير 2020 بلباس عماني يقرّ فيه بتخابره مع دولة قطر بعد تهديده باعتقال إخوته في حال رفض ذلك ووعدته بالإفراج عنه في حال قبل بذلك واستعملت الإمارات الاقرار المصوّر كمادة في الخلاف القائم بينها وبين دولة قطر.
ويهم المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان أن يطالب سلطات أبوظبي بـ:
الإفراج فورا عن المعتقل عبد الله عوض سالم الشامسي وفتح تحقيق فوري ونزيه حول ما تعرّض له من انتهاكات وحول ظروف عن اصابته بالكورونا وإحالة كلّ من ثبت تورطه على القضاء العادل والناجز وتخويله الحقّ في الانتصاف من أجل جبر ضرره المادي والمعنوي وردّ الاعتبار له، فضلا عن توفير العناية الطبية اللازمة للمعتقل عبد الله عوض سالم الشامسي ولغيره من المعتقلين حتى يتعافوا من الكورونا ونشر كل الحقائق بشأن عدد المصابين من المساجين بالكورونا وأسباب ذلك.
ومن جهتها قالت منظمة العفو الدولية بتغريدة على حسابها: يبدو ان اوضاع السجناء في #الامارات من سيء الى أسوأ مع انقطاع الزيارات العائلية وعرقلة الاتصالات في ظل تفشي وباء كورونا. مخاوف متنامية حول صحة كل من #أحمد_منصور، عبدالرحمن شومان، أحمد صبح، و #عبدالله_الشامسي، وخصوصاً مع ورود معلومات من عوائل الأخيرين عن اصابتهما ب #كوفيد_١٩.