هاجم مسؤولون يمنيون ونشطاء حقوقيون، دولة الإمارات التي تشارك إلى جانب السعودية في تحالف عسكري في اليمن، ضد الحوثيين، ولكن هذه المرة من بوابة مؤتمر المانحين الأخير الذي عقد افتراضياً في الرياض، ولم تقدم أبوظبي خلاله أي مساعدات للبلد الذي مزقته الحرب رغم مشاركتها في المؤتمر والحرب معاً.

واتهم مسؤولون في الحكومة اليمنية، ونشطاء حقوقيون، أبوظبي بدعم المتمردين بالسلاح والمال، دون أن تقدم المساعدات الإنسانية لإنقاذهم من الأمراض والأوبئة والدمار للعام السادس على التوالي.

وشن هؤلاء هجومهم الإعلامي عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تحت هاشتاغ #مؤتمرالمانحين لليمن، بعد ساعات من انتهاء المؤتمر للدول المانحة بمشاركة الأمم المتحدة.

وقالت الأمم المتحدة، إن المانحين الدوليين تعهدوا، بتقديم 1.35 مليار دولار مساعدات إنسانية لليمن، وهو مبلغ يعادل نصف المبلغ الذي توقعت المنظمة الدولية جمعه قبل انعقاد المؤتمر الخاص باليمن.

وكان لافتاً من خلال البيان الذي أصدرته المنظمة الأممية للدول المساهمة، غياب دولة الإمارات، الشريك الثاني في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، عن الدول المانحة لليمن رغم مشاركتها في المؤتمر الافتراضي.

الإمارات تدعم اليمن بمتمردين

وقال وزير الدولة في الحكومة اليمنية عبد الغني جميل، إن الإمارات لم تقدم مساعدة للبلاد في مؤتمر المانحين، بل تدعمه بـ"المليشيا المتمردة" فقط.

وأكد جميل، وهو أمين العاصمة صنعاء، إن الإمارات لم تقدم أي دعم أو مساعدات لليمن، سواء في الماضي، أو خلال تدخلها في البلاد منذ مطلع 2015.

وأضاف: "أؤكد للجميع، وأنا مسؤول عن هذا الكلام، الإمارات لم تقدم أي ريال أو دولار أو درهم واحد إلى خزينة الدولة في اليمن، لا في الماضي ولا الآن".

وتابع: "عندما تدفع الإمارات، فهو (فإن ذلك) يأتي لتقويض سلطة الحكومة"، مشيرا إلى أن "لا أحد يستطيع نفي هذا الكلام".

بدوره، أوضح مختار الرحبي مستشار وزير الإعلام اليمني، أن الإمارات لم تقدم في مؤتمر المانحين دعما أو مساعدة لليمن، لمواجهة تحديات الوضع الإنساني المتفاقم في البلاد.

وتابع: "الإمارات لم تدعم اليمن إلا بمليشيا مسلحة متمردة في عدن (يقصد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي)، وتحاول السيطرة على جزيرة سقطرى (شرق)، وترسل المدرعات وتفتح سجونا سرية".

الإمارات لم تعد حلفاً لليمن

بدوره، قال صالح سميع، محافظ المحويت (شمال)، عضو اللجنة الدائمة الرئيسية بالمؤتمر (أعلى هيئة قيادية في الحزب)،" إن عدم دعم الإمارات لبلاده في مؤتمر المانحين، "يؤكد أنها لم تعد حليفا لها، وبات دورها أشبه بإيران الداعمة للحوثيين منذ سنوات".

وأضاف سميع في تغريدة على "تويتر": "عندما تدعو السعودية لمؤتمر المانحين الدوليين لليمن وتتصدر قائمة هذه الدول، في حين لم يمنح (عبد الله) بن زايد شيئا، فإن هذا أبلغ دليل على أنه لم يعد حليفا قط".

واعتبر أن الإمارات "تحولت إلى مصدر أذى للدولة ونظام شرعيتها، ولا يختلف مسلكها عن مسلك إيران ( حليف إقليمي للحوثيين)".

انتقادات يمنية على مواقع التواصل  

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ايضاً، هاجم مغردون يمنيون، أبوظبي على خلفية مؤتمر المانحين الذي لم تساهم فيه بأي شيء، وكتب غمدان اليوسفي: “مساهمة الإمارات في مؤتمر المانحين.. صواريخ حرارية مفترض أنه يحظر تسليمها لمليشيات !!!”

وقالت الشيماء الصنوي: الإمارات قدمت أكبر دعم لليمن بتسليح المليشيات بالسلاح والمال والانقلاب علي الشرعية بل قصفت الجيش الوطني بكل طائراتها الحربية.

ودونت شافيه بنت الحجريه، تغريدتها: بماذا تبرعت الامارات لليمن في مؤتمر المانحين وأبهرت الجميع لقد تبرعت بدعم للمليشيات الضالعية بالسلاح والمال وانقلبت على الشرعية وجيشها الوطني لتمزيق #اليمن، بل دعمت بقصف الجيش بطائراتها لإسقاط الشرعية.

وكتب المحامي محمد المسوري: “ما قامت به أبوظبي ليس عفوياً! فالاقتصار بمشاركة ريم الهاشمي ودخول طفلها بتلك الطريقة في مؤتمر دولي ترعاه المملكة! رسالة مقصودة وصريحة”.

وقال المسوري إن عدم مساهم الإمارات بأي مبلغ مالي رسالة واضحة لمن يفهم. وكان حرياً بها احتراماً للمملكة المساهمة ولو بأقل مبلغ .. عموماً مؤتمر المانحين يتعارض مع أهدافها.

والثلاثاء، أعلنت الحكومة اليمنية تعهد المانحين بتقديم نحو مليار و350 مليون دولار، لسد الاحتياجات الإنسانية في البلاد.

وتعهدت السعودية بتقديم 500 مليون دولار، في حين أن الإمارات (الشريك الثاني في تحالف عسكري باليمن) لم تعلن أي مساهمة خلال المؤتمر.

ويوجه مسؤولون يمنيون، من حين لآخر، اتهامات للإمارات بدعم تشكيلات مسلحة خارج إطار السلطة الشرعية، وتغذية صراعات في مناطق متفرقة من البلاد، خاصة محافظات أرخبيل سقطرى، وشبوة (جنوب)، وتعز (جنوب غرب).

وللعام السادس، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها صنعاء منذ 2014.

ويزيد من تعقيدات النزاع في اليمن أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015 ينفذ تحالف عربي بقيادة السعودية، عمليات عسكرية في مواجهة الحوثيين.

فيما تنفق الإمارات أموالا طائلة على تسليح وتدريب قوات "موازية" لقوات الحكومة اليمنية الشرعية. -ش

والثلاثاء، أعلنت الحكومة اليمنية تعهد المانحين بتقديم نحو مليار و350 مليون دولار، لسد الاحتياجات الإنسانية في البلاد.

وتعهدت السعودية بتقديم 500 مليون دولار، في حين أن الإمارات (الشريك الثاني في تحالف عسكري باليمن) لم تعلن أية مساهمة خلال المؤتمر.