ذكر موقع "بلومبيرغ" أن سوق العقارات في دبي يعاني من أسوأ حالاته منذ عام 2009، فقد مضت أيام النوافير الراقصة والحدائق المعلقة، والمنافسة على كل مشروع غريب وعجيب.
ويشير التقرير، إلى أن مؤتمر "سيتي سكيب غلوبال"، الذي يعد من أكبر المؤتمرات للعقارات، يتكيف الآن مع الواقع الجديد.
ويفيد الموقع بأنه لوحظ غياب كبرى شركات الإنشاء في الإمارة، مثل "إعمار"، التي بنت أطوال برج في العالم، و"داماك"، التي أشرفت على إنشاء منتجعات الغولف التابعة لدونالد ترامب، عن المناسبة التي بدأت يوم الأربعاء، مشيرا إلى أن الشركات التي حضرت، مثل شركة النخيل التي بنت جزرا صناعية على شكل أوراق النخيل، لم تقدم مشاريع جديدة.
ويلفت التقرير إلى أنه في إشارة إلى الحالة اليائسة لسوق العقارات، فإن السلطات في الإمارة حذرت السماسرة والمقاولين من ملاحقة المشترين المحتملين في أروقة المؤتمر أو مواقف السيارات، في إشارة إلى التنافس الكبير بين هؤلاء على جذب مشترين جدد لسوقهم الراكدة.
ويورد الموقع نقلا عن المدير الإداري لـ"سيتي سكيب" كريس سبيلر، قوله: "نتفهم مظاهر القلق المتعلقة بالميزانية التي يواجهها المقاولون في المناخ الحالي لسوق العقارات في الإمارات وعلى المستوى الدولي"، وأضاف: "مع أن الوضع الحالي ليس مقتصرا على دبي، إلا أننا نحيي ما قامت به الحكومة من إصدار الحوافز لتقوية القطاع المحلي، وتعزيز الثقة في سوق العقارات".
ويجد التقرير أن الحس الفاتر في مؤتمر هذا العام هو انعكاس لسوق العقارات، وتراجع أسعار البيوت بنسبة الربع منذ عام 2014، وذلك بسبب العرض الكبير والبطء في النمو الاقتصادي.
وينقل الموقع عن مدير "سافلس بي أل سي" الشرق الأوسط ستيفن مورغان، قوله: "نأمل أن نكون في نهاية الدورة، بغض النظر عن أننا سنجد صعوبة في تقبل الوضع في السنوات المقبلة"، ويستبعد مورغان ارتفاعا في أسعار البيوت قريبا.
وينوه التقرير إلى أنه في ظل الخفوت في السوق المحلية، فإن الكثير من السماسرة يحاولون البحث عن وسائل جديدة.
ويورد الموقع نقلا عن مدير شركة عقارات في الكويت، يدعى علاء البهبهاني، قوله إنه حضر المناسبة للبحث عن فرص للعقارات في تركيا وجورجيا، وأضاف أن الكثير من زبائنه باعوا عقاراتهم بأسعار مخفضة لتخفيف خسائرهم، لافتا إلى أن التوتر الجيوسياسي يضر بالسوق، "لو كنت بلدا مستثمرا يجب أن تبتعد عن السياسة".
وبحسب التقرير، فإن شركة "سبها بي أل سي" تعتمد على شركة صينية لبيع العقارات، وفتحت مكتبا لها في شنغهاي، فيما يقول مديرها إن هذا الأسلوب ترك آثاره الإيجابية، فتم بيع معظم العقارات الخارجة عن خطة المبيعات لمشترين صينيين.
ويقول الموقع إن المناسبة كانت فرصة لعرض البيوت الفاخرة، إلا انها أصبحت مناسبة للباحثين عن أسعار متدنية، مشيرا إلى قول المراهنة جينفر كلارك التي تعمل في شركة "غلوري" الدولية للعقارات، التي حضرت من فلوريدا: "العقارات يمكن شراؤها هنا أكثر من عندنا".
ويختم بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى أنه عندما سئل أنطوني كانزيرز من شركة "ري ماكس أول بروس" الأمريكية، عن ميزات شراء عقار يحتاج إلى 14 ساعة سفر بالطائرة، فإنه أجاب مازحا: "لأنها غريبة أليست دبي مثل موناكو؟".