تقدر قيمة مشروع الشركة الوطنية للتبريد المركزي «تبريد» لإنشاء أول محطة لتبريد المناطق في مدينة أمارافاتي، العاصمة الجديدة لولاية أندرا براديش بالهند بنحو 200 مليون درهم، بحسب جاسم حسين ثابت، الرئيس التنفيذي للشركة.
وقال ثابت لصحيفة «الاتحاد» المحلية، إن الشركة وقعت اتفاقية خدمات تبريد تمتد لثلاثين عاماً مع هيئة تنمية منطقة العاصمة لولاية أندرا برديش، وذلك لإنشاء وامتلاك وتشغيل وتحويل محطة لتبريد المناطق بسعة 20 ألف طن تبريد في مدينة أمارافاتي، موضحاً أن المرحلة الأولى من المشروع بطاقة 5 آلاف طن تبريد، حيث يتوقع بدء التزويد خلال عام 2021.
وذكر أن المحطة تعد الأولى لشركة تبريد خارج سوق دول مجلس التعاون الخليجي، موضحاً أن الشركة تركز في أعمالها على الإمارات ودول الخليج، كما أعلنت في وقت سابق عن توجهها للتوسع في الهند ومصر.
ويعتبر نظام تبريد المناطق جزءاً من رؤية ولاية أندرا برديش لمدينة أمارافاتي، والتي تهدف إلى خلق فرص عملٍ جديدة، إلى جانب تطوير بنية تحتية بمستوى عالمي، وجعلها مدينةً خضراء بالإضافة إلى تحقيق الكفاءة في إدارة الموارد.
وتماشياً مع الخطط الطموحة لتأسيس عاصمة ولاية اندرا برديش، لتحتل مكانةً بين المدن الأكثر استدامةً في العالم، سيفي نظام تبريد المناطق الذي تقدمه شركة تبريد باحتياجات التبريد الخاصة بمجلس الولاية، والمحكمة العليا، ومبنى الأمانة العامة، وغيرها من المباني الحكومية قيد الإنشاء حالياً، والتي سيتم تزويدها بخدمات تبريد المناطق في أوائل العام 2021.
وأوضح ثابت أن الهند تشهد نمواً اقتصادياً قوياً، وهناك نمو في السكان، وفي الانتقال من الريف إلى المدن، مع التركيز على خفض استهلاك الطاقة، ونشر حلول الاستدامة، وهو ما يزيد الطلب خدمات التبريد، موضحاً أن شركة «تبريد» فازت بمناقصة مشروع أول محطة لتبريد المناطق في مدينة أمارافاتي بعد تقديمها أفضل عرض فني ومالي، حيث تستعد الشركة حالياً لافتتاح مقر لها في الهند.
وذكر ثابت أن مشاريع «تبريد» تنتشر حاليا في 5 دول، ومع بدء أول مشاريعها في الهند يصل عدد الدول إلى 6 دول، موضحاً أنه رغم التركيز على دول الخليج، ثم دراسة الفرص في الهند ومصر، إلا أن ذلك لا يمنع اقتناص الفرص الواعد في أي دولة خاصة بشمال أفريقيا أو في آسيا.
ويستهلك نظام تبريد المناطق نسبة 50% أقل من الطاقة، مقارنةً بأنظمة تكييف الهواء التقليدية، وذلك من شأنه الحدّ من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
إضافة إلى ذلك، يقدم نظام تبريد المناطق الذي يتميز بالكفاءة العالية من حيث التشغيل والتكلفة منافع أخرى ترتبط بتحسين نوعية الهواء، وتقليل مستويات الضوضاء العامة عند مقارنتها بأنظمة تكييف الهواء التقليدية الأخرى.
وأوضح ثابت أن الشركة تعتزم خلال العام الحالي، بناء محطة جديدة لإحدى الجهات الحكومية في أبوظبي بطاقة 4 آلاف طن، فضلاً عن محطة أخرى بالسعودية، مشيراً إلى أن الشركة تمتلك وتُشغّل حاليا 74 محطة موزعة في مختلف أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، منها 63 محطة في الإمارات، ومحطتين في السعودية، و4 محطات في سلطنة عُمان، ومحطة واحدة في مملكة البحرين، بالإضافة إلى محطات أخرى في المنطقة.
وأكد ارتفاع الطلب على خدمات «تبريد» في الإمارات، لاسيما مع توالي تنفيذ مشاريع البنية التحتية بالدولة، والمشاريع الجديدة التي تتفق مع رؤية الإمارات لنشر حلول الاستدامة، موضحا أن أكثر من 50% من عقود الشركة مع جهات حكومية، ما يضمن تحقيق عوائد مستدامة. وحققت «تبريد» ارتفاعاً في صافي الأرباح بلغ 427.6 مليون درهم، بزيادة قدرها 7%، ويعود ذلك لإضافة 39.061 طن تبريد من التوصيلات الجديدة، ليرتفع إجمالي توصيلات التبريد في مختلف أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي إلى 1.13 مليون طن تبريد، مع إنشاء وتشغيل 3 محطات.
وذكر ثابت أن أعمال «تبريد» في الإمارات تنتشر في إمارات أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة وعجمان والفجيرة، موضحاً أن 85% من صافي أرباح الشركة من الإمارات، و15% من الخارج.
وأوضح أن أبوظبي تستحوذ على 85% من حمولة «تبريد» الشركة في الإمارات، مشيرا إلى أن الشركة تباشر تنفيذ كافة أعمال التبريد في جزيرة ياس، وذلك عبر محطتها في الجزيرة التي تصل طاقتها لنحو 4 آلاف طن، وكذلك في كامل جزيرة المارية، فضلاً عن بعض المناطق في جزيرة الريم، حيث استحوذت الشركة على 50% من محطة «أس وتي» للتبريد المركزي الواقعة في جزيرة الريم، بقيمة 348 مليون درهم.
وأشار ثابت إلى حرص «تبريد» في تقديم أفضل الحلول لخدمات البنية التحتية التي تعزز استراتيجية الدولة في تعزيز كفاءة الطاقة ونشر حلول الاستدامة، مؤكداً أهمية مشاريع الشركة في الخارج في تعزيز مكانة الإمارات الرائدة في تصدير التكنولوجيا والخبرات الإماراتية.