شكا عملاء بنوك من تعرضهم لتضليل من قبل موظفي التسويق في البنوك، عبر عرض بطاقات ائتمانية بمميزات (مجانية)، اتضح فيما بعد أن هناك اشتراطات للحصول عليها، تجعل تلك المميزات غير مجدية.
ويروج موظفو البنوك لبطاقات ائتمانية، تحمل مزايا مجانية، مثل خدمة كونسيرج من وإلى المطار، خدمة ركن السيارات في المراكز التجارية، والمساعدة على الطريق، وحسومات على تذاكر السفر وباقات العطلات، ودخول صالات كبار الزوار في عدد من المطارات الدولية، وبعد حصول العميل على البطاقة يكتشف أن تلك الخدمات ليست مجانية، ويتطلب الحصول عليها مجاناً استخدام البطاقة بمعدل شهري معين خلال فترة زمنية محددة، فضلاً عن أن أسلوب الحصول على تلك الخدمات والاشتراطات الخاصة بها يحد من مزاياها.
وفي المقابل، أكد مصرفيون أن اعتقاد عملاء بالحصول على بطاقات أنهم من أجل الاستفادة من مزاياها من دون استخدامها فعلياً، أجبر إدارات البنوك على وضع تلك الاشتراطات.
وقالوا: «إن البنوك لا تستفيد من عدد البطاقات التي تصدرها وإنما تستفيد من استخدام تلك البطاقات في إجراء المعاملات، وتالياً فإنها تتحمل أعباء مالية من أجل عقد شراكات مع المؤسسات والشركات الخدمية لتوفير الخدمات من خلال البطاقات الائتمانية»، مشيرين إلى أهمية أن يوضح موظفو البنوك الأعباء والمتطلبات المترتبة على استخدام البطاقات وعدم تجميل الصورة بسرد المزايا فقط، ومقترحين أن يتم اختصار أهم الشروط والأعباء والرسوم في ورقة واحدة مكتوبة باللغة العربية وبخط واضح، وتسليمها للعميل قبل الحصول على البطاقة حتى يدرك جيداً كيفية الاستخدام الصحيح، ويتقبل الأعباء المترتبة عليها.
وقال أحمد حمودة، المدير المالي في إحدى الشركات: «إنه تلقى اتصالاً من البنك الذي يتعامل معه يخبره بأنه أصبح مؤهلاً للحصول على بطاقة بلاتينيوم الائتمانية (مجاناً)، حيث تتيح له هذه البطاقة مزايا مثل خدمة كونسيرج مجانية، خدمة ركن السيارات المجانية في المراكز التجارية، وامتيازات عند لعب الجولف، فضلاً عن حسومات على تذاكر السفر وباقات العطلات، ودخول صالات كبار الزوار في عدد من المطارات الدولية»، مؤكداً أنه اكتشف أن هناك اشتراطات للحصول على تلك المزايا، وأن البطاقة ليست مجانية إذ يشترط البنك الحفاظ على متوسط إنفاق شهري عبر البطاقة بقيمة لا تقل عن 5 آلاف درهم، مع تطبيق رسم بقيمة 99 درهماً على حملة البطاقات الذين يكون (متوسط) الإنفاق الشهري في آخر 3 أشهر أقل من 5 آلاف درهم، وذلك عن كل خدمة يتم الاستفادة منها.
وقال حمودة: «إن خدمة الكونسيرج المجانية (التوصيل من وإلى المطار) اتضح أنها لمرتين فقط في العام، وأن النقل من مكان إلى آخر يعتبر عملية توصيل واحدة، بمعني أن الانتقال من المنزل إلى المطار في الذهاب يعد معاملة نقل واحدة، والعودة من المطار إلى المنزل يعد عملية نقل أخرى، إلى جانب أن الخدمة لا تنطبق بين كل إمارة وأخرى، بمعني أن المقيم في دبي لا يمكنه الاستفادة من خدمة التوصيل إلى مطار أبوظبي والعكس».
وأضاف أن الترويج لفكرة أن البطاقات توفر خدمة الدخول إلى صالات كبار الزوار في المطارات هو نوع من الخداع، لأن تلك الميزة يستفيد منها صاحب البطاقة الائتمانية فقط وليس من يحملون البطاقات الإضافية (مثل الزوجة أو الأبناء)، بما يعني أن الأب يستطيع الدخول إلى صالة كبار الزوار مجاناً، في حين يطالب بقية أفراد الأسرة بسداد رسوم للدخول تتجاوز 200 درهم عن كل فرد، موضحاً أن خدمة ركن السيارات التي تدعي البنوك أنها مجانية تكون حتى 4 مرّات فقط في العام ولمدة ساعة واحدة لكل مرّة وفي عدد محدود جداً من مراكز التسوق، مع احتساب قيمة 30 درهماً إضافية عن كل خدمة ركن إضافيّة في السّاعة الواحدة.
وأشار إلى أنه فيما يخص الحسومات على تذاكر السفر وباقات العطلات، فإن الحسم يكون عند الحجز من خلال مكتب السفريات التابعة للبنك فقط، وبنسبة 3% على تذاكر الطيران، وحسم (حتى 7%) على باقات العطلات، منبهاً أنه اكتشف أن الحسم يطبق اعتماداً على السعر الأساسي، ولا يتضمن الضرائب والرسوم الإضافية، بحسب صحيفة "الاتحاد".