قال وزير النفط الهندي إن إيران احتلت المركز الثاني بين أكبر موردي النفط الخام إلى المصافي الحكومية في الهند بعد العراق، خلال الفترة بين أبريل ويونيو الماضيين، لتحل محل السعودية.
يأتي ذلك في ظل سعي شركات التكرير للاستفادة من الخصومات الكبيرة التي تقدمها طهران.
ورفعت الهند خلال الأشهر الثلاثة الأولى للسنة الجارية حجم وارداتها من النفط الخام من إيران بشكل كبير، إثر دعوة واشنطن لحلفائها وقف استيراده من الجمهورية الإيرانية.
وفي رد مكتوب الإثنين، أبلغ الوزير الهندي «دراميندرا برادان» مشرعين بأن بلاده، التي تعد أكبر مشتر للنفط الإيراني بعد الصين، استوردت 5.67 مليون طن، أو نحو 457 ألف برميل يوميا، من الخام من طهران خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة المالية الجارية (من أبريل إلى يونيو 2018).
ولم يذكر الوزير أرقاما مقارنة من العام الماضي، فيما أظهرت بيانات لـ«رويترز» أن الهند استوردت نحو 3.46 مليون طن، أو حوالي 279 ألف برميل يوميا، من إيران فيما بين أبريل ويونيو من العام الماضي.
وقلصت المصافي الحكومية، التي تشكل نحو 60% من الطاقة التكريرية للهند البالغة 5 ملايين برميل يوميا، وارداتها من إيران العام الماضي؛ احتجاجا على تحرك طهران لمنح حقوق تطوير حقل الغاز العملاق «فارزاد بي» لأطراف أخرى.
وقال الوزير الهندي إن شركات التكرير «إنديان أويل كورب، وتشيناي بتروليوم، وبهارات بتروليوم، ووحدتها بهارات عمان للمصافي، وهندوستان بتروليوم، ومانجالور للتكرير والبتروكيماويات»، اشترت 9.8 ملايين طن من الخام الإيراني في 2017-2018، أي أقل بنحو الربع عن العام السابق.
وبالنسبة للسنة المالية الجارية، قررت شركات التكرير مضاعفة الواردات تقريبا من إيران، التي عرضت إعفاءات من رسوم الشحن، ومددت فترة الائتمان للمبيعات النفطية.
واستمر العراق في مركزه كأكبر مورد للنفط إلى الهند في الفترة من أبريل إلى يونيو؛ حيث استوردت نيودلهي 7.27 مليون طن من النفط من العراق، بينما اشترت من السعودية 5.22 مليون طن، لتصبح المملكة بذلك ثالث أكبر مورد للهند، حسب ما أظهره رد الوزير.
وتواجه الهند ومشترون آخرون رئيسيون للنفط الإيراني ضغوطا لخفض وارداتهم من إيران، بعدما انسحبت واشنطن في مايو من اتفاق نووي مع طهران، وقررت إعادة فرض عقوبات على البلد العضو في منظمة «أوبك».
وذكرت «رويترز»، الشهر الماضي، أن الهند طلبت من المصافي الاستعداد لتخفيضات كبيرة، ربما تصل إلى الصفر في الواردات من الخام الإيراني؛ بسبب العقوبات الأمريكية المرتقبة.
وسيبدأ سريان أول مجموعة من العقوبات في 6 أغسطس المقبل، ثم يعقبها الباقي، الذي يستهدف على وجه الخصوص قطاع النفط، اعتبارا من الرابع من نوفمبر المقبل.
وهبط إجمالي واردات الهند النفطية من إيران في يونيو بنحو 16% عن مايو السابق عليه، مع بدء المصافي في تقليص استخدام الخام الإيراني لتفادي العقوبات الأمريكية.