قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأربعاء، إن خسائر إيران الاقتصادية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، قد تصل إلى 6 مليارات دولار شهرياً، بينما هوى الريال الإيراني إلى مستويات غير مسبوقة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الثلاثاء، انسحاب بلاده من الاتفاق الذي أبرمته إيران وست دول كبرى عام 2015، وتعهد بفرض عقوبات جديدة على طهران، في حين أكدت بقية الأطراف التزامها بالاتفاق.
وفرض العقوبات الأمريكية على إيران يعني أن صادرات النفط الإيراني قد تتوقف بصورة كاملة. وقد تعهدت السعودية بدعم سوق النفط العالمية، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية.
وتقدَّر صادرات النفط الإيرانية للسوق العالمية بـ2.7 مليون برميل يومياً، وهو ما يعادل نحو 3% من إمدادات النفط عالمياً.
ويصل متوسط سعر برميل النفط إلى 75 دولاراً، وفقاً لآخر الأسعار العالمية، وهو ما يعني أن إيران تحقق عائدات تقدر بنحو 202 مليون دولار يومياً، أو بمعدل شهري يتجاوز 6 مليارات دولار.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن تعهد السعودية بتعويض حصة إيران النفطية عقب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، سيسمح بمواصلة فرض العقوبات على إيران دون التأثير على سوق النفط العالمية.
ولفتت الصحيفة إلى أن حالة الخصومة بين السعودية وإيران خلقت منافسة شرسة بين الدولتين على سوق النفط العالمية، حيث تسعى الرياض مع كبرى الدول المصدرِّة للخام لخفض إنتاجها؛ حتى تتمكن من رفع سعر البرميل منذ عام 2016.
وتصدِّر إيران غالبية نفطها لشركات صينية وآسيوية وأوروبية، لكن تلك الشركات ربما تبحث عن بدائل بعد تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران، في حين وعدت أمريكا بمنح البنوك والشركات عدة أشهر لإنهاء التزاماتها الخاصة بعقود النفط مع إيران بصورة تدريجية.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه لم يتم تحديد حجم التأثير الناتج عن العقوبات الأمريكية على أسعار النفط العالمية في المستقبل، لكن آخر التوقعات تشير إلى أن سعر البرميل سيصل إلى 76 دولاراً للبرميل في يوليو المقبل.
وعقب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، هوى الريال الإيراني إلى مستوى قياسي منخفض جديد مقابل الدولار في السوق الحرة، الأربعاء، وهو ما يغذي المخاوف من أزمة اقتصادية في إيران.
وعُرض الدولار بسعر يصل إلى 75 ألف ريال مقارنة مع نحو 65 ألف ريال قبيل إعلان ترامب قراره، مساء يوم الثلاثاء، وفقاً لموقع "بونباست.كوم" الذي يرصد أسعار السوق الحرة.
وعرض المتعاملون في طهران مستويات مماثلة، الأربعاء. وقال متعامل إن الريال سجل 78 ألفاً للدولار، في حين قال آخر إنه أبرم عمليتي بيع للدولار بسعر 80 ألف ريال، بحسب "رويترز".
وانخفض الريال من نحو 57 ألفاً و500 في نهاية الشهر الماضي، ومن 42 ألفاً و890 في نهاية العام الماضي، الأمر الذي قد يؤجج التضخم ويضر بمستويات المعيشة ويحدُّ من قدرة الإيرانيين على السفر إلى الخارج.
وفي مسعى لوقف التراجع، أعلنت السلطات الإيرانية الشهر الماضي، أنها ستوحد سعر الصرف الرسمي وسعر السوق الحرة عند مستوى 42 ألفاً، مع حظر أي تداولات بأسعار أخرى، عن طريق وضع المتعاملين بها تحت طائلة الاحتجاز.