أعلنت "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" بالتعاون مع فرق بحثية عالمية، عن اكتشاف أحفور، عبارة عن ضرس، يعود لإحدى قردة العالم القديم التي عاشت قبل نحو 8 ملايين عام في جزيرة الشويهات بالمنطقة الغربية من أبوظبي.
وقال الدكتور كريز جيلبرت المعد الرئيسي للدراسة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية، اليوم الخميس (3|7)، "على نحو مماثل لمسار التطور البشري خارج أفريقيا نعلم تماما أن قردة العالم القديم نشأت وهاجرت بدورها من أفريقيا منذ ملايين السنين ولكن حتى هذا اليوم لم يتضح تماما متى وكيف حدث ذلك وقياسا للأحداث اللاحقة في مسار التطور البشري يعتبر ذلك بمثابة مقدمة لنظرية الانتشار خارج أفريقيا".
وتشير الفرضيات القديمة إلى أن عددا من القردة - ولاسيما "المكاك" ربما تكون قد هاجرت إلى أوراسيا عبر حوض البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق منذ حوالي 6 ملايين سنة خلال فترة ما يسمى "أزمة الملوحة" عندما جفت مياه البحر المتوسط والتي أتاحت للحيوانات آنذاك العبور من شمالي أفريقيا إلى أوروبا.
وأضاف الدكتور جيلبرت " تشير العينة المكتشفة إلى أن هجرة قردة العالم القديم قد تكون تمت عبر شبه الجزيرة العربية حتى قبل حدوث أزمة الملوحة".
وكان قد تم اكتشاف الأحفور المذكور في عام 2009 وهو عبارة عن ضرس سفلي صغير قدر فريق العلماء بأنه قد يعود إلى قردة "الجينو" المعروفة سابقا وهي القردة التي تتميز بألوانها الزاهية في غابات أفريقيا المعاصرة.
من جانبه؛ قال الدكتور فيصل بيبي من متحف "التاريخ الطبيعي" في برلين والمشارك في إعداد الدراسة واكتشاف الأحفور " وجدنا الضرس الصغير بعد القيام بأعمال غربلة مضنية باحثين عن بقايا قوارض أحفورية وقد قضينا أياما طويلة على مدى سنوات متتالية نغربل أطنانا من الرمال ضمن هذا الموقع حتى أثمر عملنا عن نتائج مرضية في نهاية المطاف".
ومن المعروف أن أقدم أحفور تم اكتشافه سابقا من قردة "الجينو" يعود إلى نحو 4 ملايين سنة.
وفي هذا السياق قال محمد عامر النيادي مدير إدارة البيئة التاريخية في "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" "من المهم للغاية أن نحافظ على مواقع عهد " الميوسين " في أبوظبي وحمايتها كي تثري معارفنا حول سجل الحفريات القديمة".
وشدد فريق الدراسة على أهمية العمل مستقبلا في أبوظبي وشبه الجزيرة العربية باعتبار أن ذلك يسلط مزيدا من الضوء على تاريخ تطور القردة ومجموعات الثدييات الأخرى ولاسيما بعد النجاح الذي حققه العمل سابقا في هذه المنطقة والذي أثمر عن اكتشاف جوانب مثيرة للاهتمام في مسار تطور الفيلة.