نشرت صحيفة الفايننشال تايمز موضوعاً، يتعلق بدور المناطق الحرة في دعم التنمية في منطقة الشرق الأوسط، تناولت فيه الدور التنموي للمناطق الحرة في دولة الإمارات بصفة عامة ودبي بصفة خاصة، حيث أشارت إلى أن إمارة دبي تحتضن ما يصل إلى 22 منطقة حرة، ما جعلها الأكثر إطلاقاً للمناطق الحرة على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أن هذه المناطق نجحت في استقطاب 19 ألف شركة، بدءاً من الشركات المتعددة الجنسيات، والمصارف، ووصولاً إلى المؤسسات الإعلامية، الأمر الذي من شأنه أن قاد إلى خلق 200 ألف وظيفة.
وأوضحت الصحيفة أن دولة الإمارات عززت مكانتها بقيامها بتأسيس المنظمة العالمية للمناطق الحرة، لتكون بمثابة مظلة تجتمع حولها المناطق الحرة من مختلف مناطق العالم.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور محمد الزرعوني، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية للمناطق الصناعية قوله إن المناطق الحرة تلعب دوراً إيجابياً في تعزيز اقتصادات الدول، ولكن تفتقر هذه المناطق إلى قناة، يتم من خلالها الحوار في ما بين بعضها البعض، بغرض تقاسم أفضل الخبرات، مدللاً على ذلك بأنه لا توجد إحصاءات رسمية بعدد هذه المناطق، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن عددها يصل إلى 3500 منطقة.
وأشارت الصحيفة إلى المنطقة الحرة في جبل علي، التي تعد أول منطقة حرة على مستوى الشرق الأوسط، حيث تأسست في العام 1985، باتت الآن أضخم منطقة حرة على الصعيد العالمي، وهي تسهم بنحو خُمس إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إمارة دبي، كما أنها مسؤولة عن ما يزيد على نصف إجمالي صادرات الإمارة.
وقالت الصحيفة إن نجاح المنطقة الحرة في جبل علي قد حفز على تأسيس العديد من المناطق الحرة المتخصصة، كمدينة دبي للإعلام، ومدينة دبي للأنترنت، فضلاً عن مركز دبي المالي العالمي الذي نجح في جذب كبريات الشركات العالمية.
وقدرت الصحيفة أن قيمة إسهام المناطق الحرة في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي، بلغت 24 مليار دولار في العام 2012، وهو ما يمثل 25 % من ناتجها المحلي الإجمالي.
ونقلت كذلك الصحيفة عن سيمون ويليامز كبير الاقتصاديين في بنك إتش إس بي سي قوله، إن المناطق الحرة تُشجع على تطوير تجمعات تٌمثل مراكز جذب، وهو ما يشجع على تطوير بنى تحتية متخصصة، ويعظم الاهتمام بالنشاط الإقليمي، وذلك من خلال إنتاج السلع والخدمات التي تحتاج إليها بقية دول المنطقة.