قامت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات» بسحب منتج عبارة عن زيت محركات سيارات من أسواق الدولة يحمل العلامة التجارية «توتال»، وقررت تعميم السحب من خلال التنسيق والتكامل مع الجهات الحكومية المحلية على مستوى الدولة، لسحب هذا المنتج من الأسواق بصورة فورية.
وجاء القرار في إطار الاستراتيجية المعتمدة من قبل الهيئة والهادفة إلى رفع جودة المنتجات المتداولة في الأسواق المحلية، وزيادة مؤشرات السلامة والأمان بين أوساط المستهلكين، وبما يضمن خلو الأسواق المحلية من السلع غير المطابقة للاشتراطات المحلية، والمؤثرة سلباً على البيئة، والصحة، والسلامة.
وأكدت الهيئة أن المنتجات المسحوبة تشكل خطراً على صحة وسلامة المستهلكين، وهو ما يتنافى مع المواصفات القياسية الإماراتية، فقد توصلت نتائج المختبرات إلى أن الزيت المسحوب تضمن مواد كيماوية غير قابلة للتحلل وتسبب تلويثاً للمياه والتربة، ما يجعل من استخدامه في الأسواق أمراً ذا تأثير سلبي على المستهلك ويشكل خطراً على المجتمع والبيئة على المدى الطويل.
وأوضحت «مواصفات» المواد الكيماوية المكتشفة في الزيت، تعد ضمن النفايات الخطرة، كونها غير قابلة للتحلل، أو قد تتسبب في آثار تراكمية ضارة، وبالتالي هي مواد ضارة بالصحة العامة، وتؤدي إلى إحداث أضرار بالبيئة، ما يشكل خطراً على صحة الإنسان والكائنات الحية، نتيجة تلوث عناصر البيئة بهذه المواد وخاصة مصادر المياه السطحية والجوفية. وأشارت الهيئة إلى أنها تتعاون مع جهات حكومية اتحادية ومحلية، من أجل إجراء تحوّل اتحادي نحو استبدال الأجهزة الكهربائية ذات النجمة والنجمتين، بأجهزة أخرى موفرة في استهلاك الطاقة، الأمر الذي يُعد حلاً لأبرز مشكلات منظومة الاستدامة في الدولة، حيث تستهلك الأجهزة التقليدية غير الحاصلة على (ملصقات كفاءة الطاقة) الكهرباء بصورة مرتفعة.
ويتم سحب المنتجات من الأسواق، أو توجيه إنذارات إلى موردين في الدولة، في سياق روتيني وبصورة مستمرة لمراقبة جودة المنتجات المعروضة في أسواق الدولة، وهي إجراءات تبدأ بإنذار المورد والتاجر عن طريق الجهات الحكومية المحلية بمجرد اكتشاف منتج غير مطابق للمواصفات، تليه إجراءات أخرى في حال تكرار المخالفة، ونتعاون بصورة كبيرة مع الدوائر المحلية المعنية، إذ نمنحهم أسماء المنتجات غير المطابقة، ووكلاء المنتج، وأية تفاصيل أخرى تسهل عليهم المهمة.
ويأتي هذا القرار المفاجئ بعد توقيع "توتال" اتفاقية غاز مع قطر في خطوة وسعت فيها استثماراتها في الدوحة رغم الحصار الخليجية.