تلقى برنامج البث المباشر الذي يذاع على عدد من القنوات الإذاعية المحلية اتصالا هاتفيا من المواطنة الجدة "خديجة" "أم أحمد" تعلق فيه على مناهج التربية والتعليم ومدى صعوبتها والأضرار الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي سببتها هذه المناهج.
بدأت "أم أحمد" اتصالها بالإشارة إلى أن ضخامة الأعباء الناتجة عن هذه المناهج، إلى أن الأبناء باتوا يعاملون آباءهم وأمهاتهم بعقوق، ليس بسبب العقوق ذاته، وإنما بسبب انهماك الأبناء بتعليم أبنائهم، ما ترتب على ذلك ضيق الوقت في تفقد هؤلاء الأبناء لآبائهم.
وأكدت "أم أحمد" أن هذه المناهج تحمل الطلاب وخاصة الأطفال منهم فوق طاقة احتمالهم واستيعابهم، بما يؤثر على حقوقهم في الحياة. وتساءلت "الجدة خديجة": أين حقوق الطفل، متى يلعب الأطفال، نحن لسنا ضد التعليم ولا ضد التطور.
وأردفت "أم أحمد": الأطفال يذهبون للمدارس منذ مطلع الفجر، فيعودون منهكين، ومحملين بمزيد من الواجبات والتكاليف المدرسية من "وظائف" ومشاريع تعليمية، ما يستنزف منهم كل الوقت، ثم لا يجد الأطفال وقتا للعب واكتشاف العالم الذي يعيشون فيه.
ولفتت "الجدة أم أحمد"، إلى أنها أحيانا تقوم بإخراج الأطفال من المنزل ليعرفوا أن هناك غيوما وشمسا وظواهر مختلفة، باتوا لا يرونها كونهم دائمي الانشغال بالدراسة في البيوت.
ولم تتردد "أم أحمد" في وصف هذه الحالة التي يعاني منها كل بيت مواطن ومقيم في الدولة، بأنها "ظلم" اجتماعي يدفع ثمنه الأطفال بدرجة أساسية، ثم الوالدين، والمجتمع بصفة عامة. وقالت بكل حرقة، كما تصف مبرر مداخلتها:" حرام عليكم أصبحنا نضغط على أطفالنا"، مطالبة وزارة التربية والتعليم بتحمل مسؤولياتها وتراعي جميع هذه الظروف والخصوصيات عند وضع المناهج.
ولم تُخف "أم أحمد" تشاؤمها في أن تؤدي سياسة المناهج الراهنة إلى خلو مدارس الأبناء من الطلاب، نظرا لهروب الطلاب الذكور من التعليم العادي إلى التعليم الفني والمهني.
وبشأن التداعيات الاقتصادية، لصعوبة المناهج، أكدت "الجدة خديجة"، أن الراتب لايكفي حتى لليوم العاشر من الشهر، نظرا لمتطلبات المدارس والمشاريع المكلفة التي تقررها على الطلاب من جهة، ومن جهة أخرى ما قد يحتاج له الطلاب من دروس خصوصية لأن الآباء لا يعرفون هذه المناهج ليقوموا بتدريس أبنائهم كل المواد، فيضطروا لتحمل جزء من الأعباء، وتكليف مدرسين لإعطاء دروس خاصة لأبنائهم.
وختمت "الجدة أم أحمد"، بإطلاق وصف مثير على ما سببته مناهج وزارة التربية والتعليم والتي كان آخرها تدريس مادة التربية البدنية باللغة الإنجليزية، قائلة :" المنهج ذبح أطفالنا"، في صورة بليغة تقترب كثيرا مما تقترفه جماعات العنف من قبيل هذه المشاهد المروعة. وناشدت الوازرة والمسؤولين بأن يسمحوا للأطفال بأن يعيشيوا حياتهم وطفولتهم.