وأدى قلة إنتاج الخيار والكوسا، وثبات مستوى الطلب عليهما، إلى ارتفاع أسعارهما في الأسواق بنسبة 100%، ما دفع مستهلكين إلى الشكوى من ارتفاع الأسعار.
وقالت صحيفة «الإمارات اليوم» المحلية إنها تواصلت مع وزارة التغيّر المناخي والبيئة، حول دورها في احتواء آثار العواصف والمنخفضات الجوية التي شهدتها الدولة، أخيراً، على المحاصيل الزراعية، فأكدت أنها جهة تشريعية تُعنى بإصدار القرارات والإشراف على تطبيقها، وبناءً عليه، توجد جهات محلية معنية بهذا الأمر.
و أكد صاحب مزرعة في الذيد، المواطن علي سلطان، أن «المنخفض الجوي، الذي صاحبه انخفاض درجات الحرارة، نتج عنه تضرّر محصولي الخيار والكوسا بشكل كبير، كونهما يزرعان في أرض مكشوفة، وليس في بيوت محمية، ما أدى إلى توقف تسويقهما خلال الأيام الخمسة الماضية»، لافتاً إلى أن نسبة تضرر المحصول بلغت 30%.
وقال صاحب مزرعة في المنطقة الوسطى، المواطن راشد مهير الكتبي، إن «تأثير العاصفة طال مزرعته، ما أدى إلى تمزق بعض البيوت المحمية، وتضرر محصول الكوسا بنسبة كبيرة»، موضحاً أنه «كان ينتج نحو 160 كيلوغراماً كل يومين، وانخفضت الكمية إلى 40 كيلوغراماً، ما سبّب له خسائر مالية كبيرة».
وتابع أن «المحاصيل التي تزرع في أماكن مكشوفة، مثل الكوسا والخيار، انخفض إنتاجها 30%، أما المحاصيل التي تزرع في بيوت محمية انخفض إنتاجها 10%»، مشيراً إلى أنه «يزرع الكوسا بنظام الزراعة المائية، لتقليل كلفة الزراعة، ويتم جني المحصول كل يومين وبيعه في الأسواق، إلا أن العواصف والتقلبات الجوية غير المستقرّة، أدت إلى توقف جني المحصول لمدة ثلاثة أيام متتالية».
وأكد صاحب مزرعة في مدينة الذيد، المواطن حميد سعيد، أن «العاصفة أثرت في إنتاج مزرعته بشكل ملحوظ، وتوقف الإنتاج بسبب تضرر وتلف كمية كبيرة من المحاصيل الزراعية، خصوصاً التي لا تزرع في البيوت المحمية، مثل الكوسا والخيار، وأنواع من الطماطم».
في المقابل، قال الخبير الزراعي عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، الدكتور خليفة بن دلموك، إن «الحالة الجوية التي شهدتها الدولة الأسبوع الماضي، نادرة تتكرر كل 20 أو 30 عاماً»، موضحاً أن «الرياح عملت على انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، ما أدى إلى قلة إنتاج المحاصيل الزراعية، إذ صاحبته كتلة هوائية باردة كان لها تأثير مباشر في بعض المحاصيل، مثل الخيار والكوسا، كونهما يزرعان في مساحات مكشوفة في هذا الوقت من السنة، ما نتج عنه تلف كميات كبيرة من المحصولين، اللذين يتأقلمان مع درجة حرارة بين 23 و28 درجة».
وعزا تأثير الأحوال الجوية على الخيار والكوسا بشكل مباشر، وتكبد أصحاب المزارع خسائر مالية، إلى كون هذان الصنفان يسوقان بشكل يومي، إذ إن إنتاج المزرعة (متوسطة الحجم) يصل إلى 150 صندوقاً يومياً، إلا أن المنخفض الجوي أدى إلى تلف كميات كبيرة من الكوسا والخيار، وتوقف إنتاجهما أربعة أيام متتالية، الأمر الذي كبّد مزارعين خسائر كبيرة.
وشدد على ضرورة أن يتولى المزارعون رش محاصيلهم بمادة (النحاس)، لحمايتها من لفحات الهواء البارد والأمطار، وضمان المحافظة عليها فور تلقيهم تحذيرات من المركز الوطني للأرصاد عبر وسائل الإعلام المختلفة.
إلى ذلك، شكا روّاد لسوق الخضراوات في الذيد من الارتفاع غير المتوقع في أسعار الكوسا 100%، موضحين أن «سعر الكيلوغرام من الكوسا كان يباع بخمسة دراهم، فيما وصل سعره إلى 10 دراهم حالياً»، مشيرين إلى أن «الكوسا من الخضراوات التي لاغنى عنها».
وذكر أحد الباعة في السوق، أمجد مرجان، أن «توقف وصول بعض المحاصيل الزراعية إلى السوق، خلال المنخفض الجوي، أدى إلى انخفاض المعروض، مع ثبات الطلب، الأمر الذي جعل بعض التجار يوزعون الكميات القليلة التي لديهم على المحال التجارية والباعة بسعر مرتفع، ما أدى إلى مضاعفة الأسعار، لتحقيق هامش ربح مقبول».