عندما يتناول مراقبون دور شيخ الأزهر أحمد الطيب يبدأون من سلسلة طويلة من المواقف السياسية والدينية التي يوظف فيها الدين لخدمة السياسة من جهة، وصورة جلوسه أمام بابا الفاتيكان على كرسي أقل حجما ونوعية من كرسي البابا، فضلا عن جلسته التي بدت كتلميذ أمام أستاذه، بحسب ناشطين مصريين. فلمن يعمل شيخ الأزهر، وما هي القضايا التي يعمل عليها، هل تصريحاته لوكالة أنباء الإمارات (وام) تقدم إجابة على ذلك؟
شيخ الأزهر و"حكماء المسلمين"
يعتبر شيخ الأزهر وهذا المجلس الذي تم إطلاقه برغبة أبوظبي وجهان لأهداف وأنشطة واحدة، والحديث عن أحدهما هو حديث عن الآخر تماما. أحدث الأنشطة لشيخ الأزهر كان زيارته لبابا الفاتيكان الأسبوع الجاري والإعلان عن مؤتمر عالمي للسلام والحوار بين الأديان.
ورغم حاجة البشرية إلى هذا النوع من التواصل، إلا أنه يأتي لدوافع سياسية بحت من جانب أطراف عديدة ولا يقصد به نشر السلام والتسامح لأن بلدا مثل مصر أو أبوظبي بعيدة تماما عن التسامح والسلام خاصة في ظل نظام السيسي حيث القمع والقتل والاعتقالات بما توثقه وتؤكده منظمات حقوق الإنسان. أي أن جهود شيخ الأزهر تضيع في أولويات وساحات ليس أوانها على الأقل، إذ يترك بلاده بكل ما فيها من أزمات ومشكلات ويتفرغ لمسائل تكميلية وغير ملحة، على ما يقول معارضون مصريون.
شيخ الأزهر، قال في أبرز تصريح له في جولته للفاتيكان، إن تهميش المسلمين في الغرب يؤدي بهم إلى التطرف. ناشطون يقولون، حتى لو كان ذلك صحيحا، فماذا بشأن التهميش الذي يواجه المسلمون في بلادهم، وماذا بشأن مصادرة الحقوق والحريات، وإلى أين يمكن أن تقود.
ما يعتبره ناشطون خطابا متناقضا ومزدوجا، و هو ما يرفضونه تماما ويؤكدون أنه يعمل لمصلحة حكومات في المنطقة تسعى لتسخير الدين لمصالحها في الوقت الذي تدعي فيه ضرورة "فصل الدين عن الدولة" ولكنها لا تفصل الدولة عن الدين.
مجلس حكماء المسلمين في باريس
بعد زيارته للفاتيكان، ترأس شيخ الأزهر، وفد حكماء المسلمين في زيارة إلى موقع الجريمة الإرهابية التي اقترفها عناصر لتنظيم الدولة في مسرح "الباتكلان"في باريس.
وبحسب صحيفة "الاتحاد" المحلية، فقد "وصف شيخ الأزهر ما تعرضت له باريس من أعمال إرهابية شنيعة بالأفعال المقيتة والجبانة، مؤكداً أن هذه الهجمات ليست ضد الشعب الأوروبي فحسب بل هي ضد الإنسانية جمعاء والديمقراطية والحريات والقيم العالمية، وأن الإرهاب لا دين ولا جنسية له".
وإزاء زيارة هذا المجلس للمسرح، يتساءل ناشطون عربا عن مسارح أخرى تشهد جرائم إرهابية مستمرة ومنظمة في سوريا والعراق واليمن وفي غزة وفي مانيمار وغيرها من ساحات يقتل فيها المسلمون بأسلحة طائفية وإسرائيلية ولم يصدر المجلس بيانا واحدا مواسيا أو مطالبا بوقف هذه المجازر. وقد اعتبر ناشطون أن هذه الازدواجية تكشف الأهداف الحقيقية لهذا المجلس ولتحركات شيخ الأزهر التي لا تستهدف السلام والحوار وإنما تستهدف تسويق حكومات وشخصيات في المنطقة تريد أن ينظر لها أنها هي "الإسلام الصحيح"، وما دونها إرهابي ومتطرف.
تصريحات شيخ الأزهر لوكالة (وام)
شيخ الأزهر، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء الإمارات على هامش مشاركته باسم مجلس حكماء المسلمين في ملتقى الشرق والغرب في العاصمة الفرنسية قال: "الإمارات مشكورة تدعم كل توجهاتنا في تصحيح الصورة التي ألصقها الإرهاب بالإسلام في العالم".
وأضاف، "الحقيقة أريد أن أشكر الإمارات كدولة وقيادة لدعمها توجهات السلام وحرصها على دعم قوافل السلام ودعم الأزهر في رسالته"، على حد تعبيره.