كشف القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، تفاصيل جريمة قتل وقعت في دبي بحق مستثمر عقاري يحمل الجنسية التركية، حيث أعادت تفاصيلها سيناريو اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح؛ من ناحية تعدد جنسيات منفذي العملية، وفرارهم إلى خارج الإمارات، والتخطيط المحكم للعملية، مع فارق طبيعة الشخصيتين.
فقد أشار اللواء المزينة إلى أن العصابة، التي يحمل أفرادها جنسيات أربع دول، أطلقوا عدة رصاصات على رأس المجني عليه أثناء وجوده داخل سيارته في أحد مواقف المركبات بمنطقة المارينا في دبي.
وقال إن الجريمة حدثت في وقت متأخر من مساء الأربعاء (4|5)، حينما كمن مجموعة من المجرمين للمجني عليه، وأطلقوا سبع رصاصات على رأسه، إضافة إلى طلقتين من مسدسين؛ أحدهما روسي الصنع والآخر نمساوي، ثم فروا هاربين إلى خارج البلاد، لافتاً إلى تحديد هويات المشتبه فيهم بالجريمة.
ونقلت صحيفة "الإمارات اليوم" المحلية، عن مصدر أمني لم تسمه قوله: إن "فرق التحقيق توصلت إلى معلومات كاملة حول القضية، وأن مدبر الواقعة مقيم خارج البلاد، وتأخر وصول البلاغ كان سبباً في هروب المتهمين إلى الخارج".
وأضاف المزينة أن "التحقيقات أثبتت أن المتهمين كانوا يخططون للعملية، وأنهم رصدوا تحركات المجني عليه، وهو تركي من أصول إيرانية، وشارك بعضهم في إعداد سيناريو جريمة القتل، لكنهم غادروا الدولة قبل تنفيذها، حتى لا تتمكن الأجهزة المعنية من تعقبهم، أو رصد تحركاتهم، خصوصاً في ظل استخدامهم سيارات مستأجرة.
وأكد أن شرطة دبي حددت هويات المتهمين جميعاً، مبيناً أن أحدهم يحمل الجنسية الإيرانية، والبقية كنديون من أصول كولومبية وهندية، لافتاً إلى أن شرطة دبي أعدت ملفاً كاملاً بالأدلة، مدعوماً بالصور والوثائق، تمهيداً لتسليمه إلى السلطات الكندية، من خلال وزارة الداخلية الإماراتية.
وقال المزينة: "إن السلطات الإماراتية لن تسكت عن الجريمة، بغض النظر عن الدوافع الكامنة وراء ارتكابها"، لافتاً إلى سعيها الحثيث لتقديم المتهمين للعدالة، بينما أكد المصدر الأمني أن منفذي الجريمة من أرباب السوابق الخطرين في بلادهم، وأنهم أعدوا خطة الهروب قبل تنفيذهم جريمة قتل المجني عليه.
وأوضح أن المجرمين كمنوا للمتهم في موقف بناية بمنطقة المارينا، مرجحاً استخدامهم مسدسات مزودة بكاتم صوت، "إذ لم ينتبه أحد إلى الجريمة، إلى أن نزل أحد حراس المبنى إلى الموقف، وعثر على المجني عليه غارقاً في دمائه داخل المركبة".
وتابع أن فريق العمل في القضية حدد هوية مدبر جريمة القتل، وهو شخص على خلاف مع المجني عليه، على خلفية تورط الأخير في جريمة قتل، لافتاً إلى وجود دوافع ثأرية وراء ارتكاب الجريمة، فيما أكد أن شرطة دبي تحركت سريعاً على المستوى الدولي، بعد تحديد هوية المتهمين، لضمان تقديمهم للعدالة في بلادهم، ومحاكمتهم في أقرب وقت ممكن، وفق القوانين الدولية.
وتعيد عملية قتل "العصابة الدولية" للمستثمر التركي إلى الأذهان سيناريو قتل القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح، الذي اغتالته عصابات تابعة للمخابرات الإسرائيلية، بمدينة دبي، في يناير 2010، دخلت البلاد بجوازات سفر مزورة من جنسيات مختلفة، وفق ما نشرته أجهزة المخابرات الإسرائيلية في أشرطة فيديو، كما أكدت أن العملية التي استخدمت فيها شبكة اتصالات عالية التقنية بين المنفذين كان مقرها العاصمة النمساوية فيينا، واستغرقت 22 دقيقة بحقن المبحوح بمادة أصابته بالشلل توفي بعدها على الفور.
وذكر الفيلم، حينها، الأسماء التفصيلية للمجموعة التي قامت بعملية اغتيال المبحوح، وأوضح خط سيرهم منذ لحظة وصولهم إلى الفندق حتى تنفيذ العملية، مشيراً إلى مشاركة شخصية بارزة بالموساد، لم يسمّها، في عملية الاغتيال، كما قامت الإمارات بالكشف عن تفاصيل العملية في حينه.