رأى مراقبون أن تقديم دولة الإمارات المشاركة ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، طلبا لواشنطن بمساعدتها عسكريا في شن هجمات ضد تنظيم القاعدة باليمن، تجاوزا لحدود الدور المتاح لها.
وكان مسؤولون أمريكيون قالوا إن الولايات المتحدة تدرس طلبا من أبوظبي بدعم عسكري يساعد في شن هجوم جديد ضد تنظيم القاعدة باليمن.
وعد الباحث اليمني في الشأن الخليجي، عدنان هاشم، أن طلب أبوظبي "رد فعل انهزامي على خلفية قرارات الرئيس اليمني الأخيرة، وظهوره بمظهر الحليف مع "أردوغان"، من خلال إبلاغه للسلطات في عدن بأن شركات تركية ستبدأ بالعمل من أجل إصلاح أوضاع الكهرباء فيها والذي كان مشروعا إماراتيا".
وأكد عدنان هاشم أن "القرار الإماراتي، يوحي بفشلها في تطبيع الأوضاع في المحافظات الجنوبية من أجل مصالحها".
وقال إن "أبوظبي لا تسعى لمواجهة تنظيم القاعدة بقدر حاجتها لهزيمة المعارضين لأطماعها جنوباً، الذي لاشك، أنه يسبب أسوء الكوابيس لها ولذلك وتدفع بكل ثقلها من أجل البقاء في الجنوب".
وأوضح الباحث في الشأن الخليجي أن "أبوظبي تجاوزت الخطوط المتعارف عليها، أهمها أنه لا يحق لأي دولة طلب تدخل خارجي أو مساعدة بدون تقديم طلب من شرعية البلاد، فبأي حق تقوم بتقديم طلب من هذا النوع لأمريكا".
ولفت هاشم إلى أن "معظم الدراسات تشير إلى أن ضربات واشنطن على التنظيم في اليمن، تزيد من تعاظم قوته، بدليل أنه عندما كان في 2003م بضع مئات، أما اليوم فهو يضم عشرات الآلاف لوجود حاضنة قبلية نتيجة الضربات وغياب الدولة وهيبتها، واستخدام التنظيم كورقة بيد علي عبد الله صالح".
مساع انفرادية
وقال الصحفي والناشط السياسي، فؤاد مسعد، إن "الطلب الإماراتي إن كان حديث المسؤولين الأمريكان دقيقا فإننا أمام مساع إماراتية لتعزيز قدراتها منفردة في الحرب ضد القاعدة، بالاتفاق مع التحالف العربي، مالم تظهر مواقف وبيانات تقول غير ذلك"، بحسب "عربي21".
وأضاف أن "قرارا من هذا النوع، يختص به التحالف العربي وعمله في اليمن، ولا يقتصر فقط على الإمارات المشاركة ضمن هذا التحالف المسؤول بشكل عام بهذا الملف".
وأشار مسعد إلى أن "هناك احتمالا آخر بأن المسؤولين الأمريكيين عمدوا قاصدين إلى إثارة الخلاف بين دول التحالف من خلال تحرير طلب إماراتي بشكل أو بآخر".
وأوضح الصحفي مسعد بأن "القاعدة في اليمن تواجهها قوتان خارجيتان، الولايات المتحدة الأمريكية بموجب الشراكة فيما يعرف بالحرب على الإرهاب، والقوة الأخرى هي التابعة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ مارس من عام 2015، ودولة الإمارات تقع ضمن هذه التشكيلة".
ووصف الصحفي محمد الجرادي، طلب أبوظبي المساعدة العسكرية من الولايات المتحدة بـ "الخطوة المثيرة، بل يضع تساؤلات عدة من حيث انفرادها بهذا القرار".
وتساءل الجرادي: "بأي صفة جرى تقديم هذا الطلب؟ ولماذا استدعاء أمريكا وهي تقصف أصلا منذ نظام المخلوع علي عبد الله صالح؟"، مشيرا إلى أن الخطة الأمنية لأبوظبي تحاول إبقاء جنوب اليمن مضطربا حتى لا تتمكن الشرعية من التقدم في الشمال، لضمان مصالحها في هذا المناطق".
ولفت الصحفي الجرادي إلى أنه "يبدو أن هناك توجها جديد لخوض معركة منفصلة عن التحالف باسم محاربة القاعدة"، لكنه عبر عن خشيته من أن "تكون خطة جديدة لاستهداف قيادات المقاومة".
ويسيطر تنظيم القاعدة على عدد من المدن في جنوب البلاد، مستغلا الفراغ الأمني لقوات الشرعية، إلا أن الحملة العسكرية التي بدأت تخطط لها الإمارات التي تمسك بـ"ملف الجنوب" تثير المخاوف في ظل حساباتها المعادية لبعض فصائل المقاومة والجيش الوطني المؤيد للشرعية.