فاز المدافع عن حقوق الإنسان الناشط الإماراتي أحمد منصور بجائزة "مارتن إينالز" في حفل نظمته عشر منظمات دولية حقوقية في جنيف، واعتبر الناشطون الإماراتيون أن فوز "منصور" بهذه الجائزة الحقوقية الدولية بمثابة تكريم لأحرار الإمارات وإدانة لجهاز الأمن الذي منع "منصور" من تسلم جائزته شخصيا.
وتسلم الجائزة الحقوقية العريقة والتي تنافس فيها "منصور" مع ناشطين اثنين آخرين بارزين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم: روبرت سان يونج من ميانمار وأسماوو ديالو من غينيا، الناشط الإماراتي الحقوقي المستشار محمد بن صقر الزعابي. وما إن تم الإعلان عن فوز "منصور" حتى امتلأت القاعة بالتصفيق والمشاعر الحماسية التي تهنئ للحقوقي "منصور" هذا الفوز وتهنئة أحرار الإمارات عموما.
وكانت هيئة التحكيم الخاصة بجائزة "مارتن إينالز" طالبت مؤخرا في بيان مشترك دولة الإمارات على رفع حظر السفر المفروض على "منصور" كونه أحد المرشحين النهائيين لنيل الجائزة للعام 2015.
وطالبت هيئة التحكيم السلطات بإصدار جواز سفر للناشط الحقوقي وتمكينه من السفر للمشاركة في حفل تكريمه واستلام جائزته.
و وصف بيان هيئة تحكيم الجائزة الناشط الإماراتي، قائلا،" يحظى أحمد منصور باحترام واسع كأحد الاصوات التي تقدم تقييما ذا مصداقية ومستقل عن تطورات حقوق الإنسان في الإمارات، فهو يعبر عن قلقه باستمرار إزاء الإعتقال التعسفي أو التعذيب أو المعاملة المهينة في البلد، بالإضافة إلى القصور في احترام المعايير الدولية للمحاكمة العادلة".
وتابع البيان في تعداد مناقب الحقوقي الإماراتي والذي استحق بموجبها هذا التكريم الدولي، قائلا، "كما أنه أثار الإنتباه إلى العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الإنتهاكات التي تطال العمال المهاجرين".
وعرض البيان صورا لما تعرض له منصور من جانب السلطات الأمنية، "نتيجة لذلك تعرض أحمد منصور للتخويف ولمضايقات وتهديدات بالقتل متكررة من طرف السلطات الإماراتية أو من طرف أنصارها"، على حد تأكيد البيان الدولي.
وشرحت الجائزة بصورة مفصلة أسباب اختيار تكريم الناشط الحقوقي الإماراتي قائلة، "وبسبب عمله الجريء، اختير أحمد منصور كأحد المرشحين النهائيين الثلاثة لنيل جائزة مارتن إينالز والذين سيتم تكريمهم في حفل ستستضيفه مدينة جنيف في (6|10)".
ونددت المنظمات الحقوقية بمنع سفر أحمد منصور وحجز جواز سفره قائلة، "يعد منع أحمد منصور من السفر واحتجاز جواز سفره انتهاكان لحقه في حرية التنقل بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، وقد اتخذت هذه الإجراءات لمعاقبته على أنشطته الحقوقية السلمية".
وعبرت الجائزة عن قلقها وخيبة أملها في تغيب أحمد منصور عن التكريم قائلة، إن "غياب أحمد منصور عن الحفل يعبر عن موقف جد مخيب للآمال حول الإمارات، وهو البلد الذي يفتخر بكونه أحد مراكز الأعمال الدولية ومراكز السياحة في الشرق الأوسط وكملاذ آمن في المنطقة".
وطالبت هيئة الجائزة دولة الإمارات أن تفي بالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان، بصفتها عضوا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وطالبتها بدعم حقوق الإنسان وحماية المدافعين عنها، وأن يكون سمعتها الدولية مطابقة لسلوكها الداخلي مع المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين الحقوقيين، بتجديد جواز سفر أحمد منصور والسماح له بحضور حفل الجائزة بجنيف.
و ذكر البيان أن الناشط الإماراتي عضو اللجنة الاستشارية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، وعضو المجلس الاستشاري في مركز الخليج لحقوق الإنسان.
وجائزة مارتن إينالز، مقرها في جنيف، تُمنح سنوياً لشخص ذي، أو لمنظمة ذات، سجل استثنائي في مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان. والغرض من الجائزة البالغة قيمتها 000 20 فرنك سويسري، التي سُميت باسم المرحوم الناشط البريطاني في مجال حقوق الإنسان الذي أصبح أول رئيس لمنظمة العفو الدولية، تعزيز العمل في مجال حقوق الإنسان.