أغلق الليلة وبعد اليوم الثاني على التوالي نحو 94 مركزا انتخابيا حول العالم ضمت صناديق اقتراع انتخب من خلالها ناخيون إماراتيون مقيمون خارج الدولة أو تصادف وجودهم خارجها أثناء الاقتراع.
واختتمت عملية التصويت اليوم عند السادسة مساء حسب التوقيت المحلي للدولة (الثانية بتوقيت غرينتش) التي يوجد فيها مركز الاقتراع، حيث بدأت عند الساعة 10 صباحا، وسيتم إرسال النتائج إلكترونيا بعد إنجاز الفرز، إلى اللجنة الوطنية للانتخابات، بينما يتم إرسال بطاقات التصويت، إلى اللجنة بعد ذلك.
وكانت أكدت تقارير اللجنة الوطنية للانتخابات، أن اليوم الأول من عملية التصويت بالخارج، شهد "إقبالاً ملحوظاً" من الإماراتيين المتواجدين بالخارج، مؤكدة عدم "تسجيل أية شكاوى أو ملاحظات على سير العملية الانتخابية".
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها فتح المجال لإماراتيين بالانتخاب من الخارج، وأكد سعيد محمد الغفلي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون المجلس الوطني الاتحادي في وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، عضو اللجنة الوطنية للانتخابات أن الانتخابات جرت اليوم وأمس "بشكل جيد"، بعد أن تم وصف الإقبال عليها "بالملحوظ".
و هذه هي الانتخابات الثالثة الجزئية والانتقائية التي تجري في الدولة لانتخاب 20 عضوا من أصل 40 عضوا هم عدد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي والذي يتم تعيين النصف الآخر منه مباشرة من جانب حاكم كل إمارة، في حين أن الهيئة الانتخابية التي يحق لها الترشح والانتخاب يختارها حاكم كل إمارة أيضا.
وفيما شهدت هذه الانتخابات الحالية تراجعا ملحوظا عن الجولتين الانتخابتين السابقتين عام 2006 وعام 2011 في عدد المرشحين للانتخابات فإن إجراء الانتخابات للمواطنين في الخارج ينطوي على عدة تساؤلات طرحها الإماراتيون.
فرغم أن لجنة الانتخابات وصفت الإقبال "بالملحوظ" وسير المشاركة "بالجيد" فإن اللجنة لم تعلن عدد الذين اقترعوا بالفعل حتى الآن، وهذه البيانات يمكن معرفتها مباشرة فور إغلاق الصناديق حتى ولو كان الناخبون بالملايين، ما يدفع بالتساؤل عن الحجم الحقيقي لهذه المشاركة خاصة أن اللجنة أو أي مركز انتخابي قدم صورة تظهر أكثر من ناخب واحد أو أكثر شارك في الاقتراع. ولكن الملاحظة الأكثر أهمية والتي أبداها الإماراتيون هو تزامن الانتخابات الخارجية مع وصول آلاف الحجاج الإماراتيين إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج حيث لا فرصة للانتخاب حتى ولو كان هناك مركزا انتخابيا، كما أن عودتهم سوف تتزامن مع الانتخابات الأصلية بداية أكتوبر القادم وتحديدا يوم الاقتراع الرسمي في (3|10) حيث سيكون الحجاج متعبون أو منشغلون في استقبال المباركين في أداء الشعيرة.
وإزاء غياب جزء مهم من الإماراتيين عن عملية الاقتراع تظل التساؤلات قائمة حول مدى حرص لجنة الانتخابات على إجراء انتخابات جادة وحقيقية والتساؤل عن البدائل التي وفرتها اللجنة لتمكين الحجاج من الاقتراع سواء قبل الحج بوقت كاف أو بعده بوقت كاف أيضا ولو بصورة خاصة واستثنائية من أجل مشاركتهم.
وفي الصورة العامة لانتخابات المجلس الوطني ومع هذا "التعثر" في الانتخابات الخارجية وفق وصف ناشطين إماراتيين ومع تراجع أعداد المرشحين للانتخابات بصفة عامة فإن ناشطين لا يخفون خيبة أملهم من أداء لجنة الانتخابات وطريقة إدارة الانتخابات الراهنة وعملية تسويقها تحديدا.