ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن معسكرات الشباب التي تنظمها حركة المقومة الإسلامية "حماس"، للتدريب العسكري يشارك فيها حوالي 17 ألف طفل وشاب من سن 14 حتى 21 عامًا.
 وزعمت أن تلك الظاهرة تحولت إلى مصدر قلق لمنظمات حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن المنظمات الدولية نظرت بقلق كبير إلى مراسم إنهاء معسكر "رواد الحرية" في نهاية يناير الماضي، وهم يشاهدون جيلاً كاملاً من الأطفال الفلسطينيين يفقدون طفولتهم.
 وادعت هآرتس أن الدورة الأولى للمعسكر الذي نظمته كتائب الشهيد "عز الدين القسام" الذراع العسكري لحماس في خان يونس تم خلاله التدرب على استخدام السلاح إلى جانب تدريبات بدنية أخرى ودراسة المواضيع الدينية. كما نقلت الصحيفة العبرية عن الناشط في مجال حقوق الإنسان في قطاع غزة، مصطفى خليل، قوله إن هذه المعسكرات أصبحت مطلوبة في غياب أطر أخرى.
 وأضاف: "لا يمكن تجاهل حقيقة مقتل حوالي 500 طفل وإصابة الآلاف خلال الحرب الأخيرة، ولم يعالج أحد تقريباً هؤلاء الأطفال الذين أصيبوا بصدمة الحرب والقتل والتفجيرات؛ ولذلك فإنه عندما تتحدث "حماس" عن معسكر لتدريب هؤلاء عسكرياً، فلا شك أنها ستجد تجاوبا كبيراً من قبل هؤلاء، برغبة منهم في الانتقام أو بسبب الشعور بأن ذلك سيعزز مشاعرهم الأمنية في مواجهة الوضع الذي يسود القطاع".
 وزعمت "هآرتس" في تقريرها أن أحد الأطفال الذين يشاركون في هذه التدريبات هو حاتم، الذي لم يتجاوز الـ 14 من عمره، ومع ذلك فقد شارك حتى الآن في أربع مواجهات عسكرية مع إسرائيل، وهو يفاخر الآن بأنه بات مستعدا للحرب القادمة.
 وقال حاتم: "الإسرائيليون قتلوا ابنة أخي، والآن أريد أنا قتلهم. لقد أصبحت محاربا في المقاومة".
وبينت "هآرتس" أن تنظيمات حقوق الإنسان المحلية تتهم حركة حماس باستغلال الأطفال لأهداف سياسية، حيث نقلت عن ناشط في إحدى هذه التنظيمات: "أننا لا نختلف على حق الشعب الخاضع للاحتلال بالمقاومة، ولكن ذلك يجب أن يتم من قبل البالغين. هذه المعسكرات تحول الأطفال إلى عدوانيين بدل تثقيفهم وتعليمهم الانصياع إلى القانون".