أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

وما التفاصيل لولا الإنسان!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-12-2014

لماذا حين نكتب عن المدن تستغرقنا الأشياء قبل البشر؟ وتلفتنا ماديات التفاصيل قبل روح الأمكنة؟ ماذا يكون البناء الشاهق والمعبد الفخم والضجيج الذي تخلقه سيارات «التوك توك» في شوارع مدن الشرق البعيدة، لولا حكايات الناس، قصص السيدات المهدودات تحت وطأة الكدح اليومي، وحكايات الرجال المملوئين بالانكسارات والإرادة التي لا تخفت، ماذا يكون زحام البشر وأضواء المراكز التجارية العابقة بأفخم العطور وأفضل الثياب وآخر خطوط الأناقة والسيدات والرجال الذين كأنهم خارجون من دفاتر الرسامين الحالمين، لو لم تفتش أعيننا عن تلك البائعات اللواتي تنتظرهن في بيوت الصفيح أو البيوت المتداعية في أحياء الفقر أسئلة الطعام والكساء والحياة والأحلام ولهاث الساعات الباكرة كل صباح جرياً للحاق بآخر قطار يركض إلى تلك المحلات الفاخرة؟

أمشي في هذه المدن وأتأمل وجوه الناس، هذه الوجوه الصغيرة النحيلة، وهذه الأجساد التي كأن أصحابها لا يتناولون طعاماً مثلنا، فأجدهم رغم الفقر والتدافع والكثرة يبتسمون لك حين تقف لتشتري منهم شيئاً بدراهم معدودة أو حتى حين لا تشتري، يضمون أكفهم وينحنون في امتنان شديد إذا وضعت في أيديهم ورقة نقدية ثمن بضاعة اشتريتها، هم في الحقيقة ممتنون على الدوام، ممتنون للحياة وللرزق وللإله ولكل شيء، ولن تسمع أحداً يتذمر أو يشتكي، لا وقت لذلك أو ربما لا داعي أبداً، كما أنه لا داعي لرفع الصوت ولا داعي للعجلة ولا داعي للعصبية والتوتر، لا داعي لرذيلة الغضب، فهي أساس الشرور، بشر إذا لم تتأمل ما وراء السلوك لن تفهم حقيقة الثقافة والمحرك الذي يسوقهم في هذه الحياة ووسط خضاتها التي لا يمكن احتمالها بغير هذه الثقافة!

حين انفجرت براكين الموت في الحرب العالمية الثانية وألقيت القنبلة الذرية على بعض مدن اليابان، لم تغلق المدارس ولم تتوقف الأسر عن إرسال أبنائها للدراسة، لكنهم شقوا أنفاقاً لتحمي الصغار وهم في طريق الذهاب والعودة، فلا شيء يمكنه أن يوقف المرء عن التعلم حتى الحرب وحتى انهمار الموت في طريقه كل لحظة، هذا الدرس الذي وعاه الصغار فتحول إلى إرث وثقافة وقناعة جعلت دولة كاليابان مطحونة بهزيمة مدوية وبكوارث لا مثيل لها تتحول بعد الحرب إلى مارد اقتصادي لا يجارى ثقافة وعلماً ورقياً وحضارة، بعيد تماماً عن ثقافة التذمر والشكوى، وعن فكرة المؤامرة التي تحصد شعوبنا في المنطقة العربية دون أدنى استعداد للخلاص منها حقيقة وثقافة!