أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

وقل «ليتني شمعة في الظلام»!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-09-2018

وقل «ليتني شمعة في الظلام»! - البيان

انخرطت في بكاء مرير لم يخرجني منه إلا نظرته المتوسلة، هذا الطفل المستلقي على سريره الصغير في قسم العناية المركزة جزء مني، وكثير من دمه يجري في دمي ويتغلغل في قلبي، منذ سنوات وهو يعاني آلاماً لا يعلمها إلا الله، ولا يفهمها حق الفهم سوى أب وأم يريانه كل لحظة، وهو يمعن من دون إرادته في الصمت والعجز واللاقوة واللاقدرة، بالكاد، وصلت من سفري فجراً، فكان هو أول من سعيت لرؤيته والاطمئنان عليه، مع يقيني بعدم صلابة قلبي على احتمال رؤيته في هذه الحالة.

 دخلت غرفة العناية المركزة الخاصة بالأطفال، فإذا بعدد من الأسرّة يستلقي عليها صغار في عمر الورد أول تفتّحه، بالكاد يديرون أعينهم في سماء المكان، وبالكاد يمكنهم لمس اللعب التي تحيط بهم، الأنابيب القاسية والأسلاك تحيط بأجسادهم، تتغلغل في لحمهم الطري وتحرث أفواههم الغضة، وهم يتململون ممتلئين بالألم الحارق، ولو أن أحدنا مكانهم لوصلت صرخاته عنان السماء. 

تذكرت آخر مرة رقدت فيها في أحد المشافي، كيف أنني كنت أتعذب لأنام، لأنني لم أكن أحتمل وجود تلك الإبرة مغروسة في يدي، وموصولة بأنابيب تنتهي بأكياس أدوية مسكّنة، وتساءلت: كيف يحتمل هذا الطفل كل هذا الألم الذي لم أحتمله بضع ساعات؟!كم تبدو أوجه الحياة في قمة تناقضاتها، حين ننتبه إلى ما يحدث حولنا، وحين ننصت إلى الأصوات جيداً، ونتأمل الوجوه بقليل من الرحمة التي نتناسى أنه لولاها ما كنا جديرين بإنسانيتنا، فحين تمشي في طرقات أي مشفى، حاملاً باقة ورد بابتهاج، وفي تمام ألقك وعافيتك، انتبه فهناك امرأة تعبر الممر ذاته في محاذاتك تماماً يغص قلبها قبل عينيها بالدموع، لأن صغيرها أقرب إلى الموت وقد يطلع النهار عليه، فلا تشرق عيناه بوميض الحياة. 

 وتذكر أن الطفل الذي يولد يقابله طفل يودّع الحياة، وطفل سيضخ العلاج الكيميائي في عروقه، وامرأة تتقلّب طيلة الليل لا تقوى على ألم حار الأطباء في علاجه، وحارت هي من أين تستجلب قوة احتمال أكثر؟ وابكِ، واجهش بالبكاء واطلق لقلبك العنان في أن يتطهر من قسوة الدنيا ويغتسل بإنسانيته أكثر، فالبكاء ليس ضعفاً أبداً، إنه القوة في ألطف تجلياتها.فقط، تذكّر النقيض وفكّر بغيرك كما طالبنا درويش الجميل في قصيدته الشفافة «فكّر بغيرك»، وتمنّى لنفسك بأن تكون شمعة في ذاك الظلام الذي يفترس حياة الكثيرين.