أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

طريق الحرير..صراع جديد

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 01-03-2018

بعد أن حققت الصين نجاحاً مشهوداً في توجهها الاستراتيجي المستقبلي لإيجاد طرق جديدة للتجارة الدولية تربط ما بين قارات العالم، أو ما يعرف «حزام واحد وطريق»، وهو تذكير بطريق الحرير التاريخي، فإن هذا النجاح سيشكل انقلاباً في السيطرة على طرق التجارة الدولية والتي تحكم فيها الغرب قروناً طويلة.
 
لقد شكل مؤتمر بكين الأخير الخاص بهذا الطريق نقلة نوعية، سواء من حيث عدد الدول المشاركة، والذي تجاوز 60 دولة، أو من خلال اتخاذ خطوات عملية لتنفيذ طريقين دوليين للتجارة يخترق الأول قارة آسيا والثاني القارة الأفريقية، للتوجه إلى أوروبا والبلدان الأميركية، باعتمادات صينية مبدئية تُقدّر بـ 60 مليار دولار، مما استفز خصوم الصين التقليدين، فأعلنت كل من الولايات المتحدة الأميركية واليابان والهند وأستراليا، مؤخراً، عن فكرة إقامة طرق منافسة للمشروع الصيني الذي استقطب إلى جانبه العديد من بلدان العالم، مما يعني عودة الصراع من أجل السيطرة على طرق التجارة، وهو صراع ساد قبل أكثر من خمسمئة عام، وأشعل الكثير من الحروب والنزاعات، ولكن بطبيعة وتحالفات جديدة هذه المرة.

بطبيعة الحال، هذه ليست تطورات عادية، وإنما تحمل في طياتها تغيرات جذرية وتبادلاً في المصالح ومواقع القوة والهيمنة، وتوسيع النفوذ لتحقيق أكبر قدر من المكاسب في ظل العولمة وثورة المعلومات والذكاء الصناعي، وتراجع القوى الاقتصادية التقليدية وبروز قوى اقتصادية كبيرة ومؤثرة، ووجود فرص شبه متكافئة أتاحتها الثورة الرقمية واقتصاد المعرفة.

يطرح ذلك تساؤلات عدة، ويتطلب دراسة هذه الظاهرة الجديدة بعمق وتحليل استراتيجي مستقبلي للحفاظ على موقع متقدم في التقسيم الدولي الجديد للعمل، خصوصاً أنّ الصراع للهيمنة على طرق التجارة لم يعد بين الدول الكبرى، كبريطانيا العظمى وفرنسا، كما كان في السابق على سبيل المثال، وإنما بين تحالفات مجموعة من الدول تجمعها مصالح مشتركة ستتقاسم مراكز النفوذ فيما بينها.

من هنا أين موقع قوى أخرى مؤثرة، كالاتحاد الأوروبي وروسيا؟ بل أين موقع الدول العربية؟ خصوصاً أن طريق الحرير الصيني الجديد تجاهل المنطقة العربية ليمر من على جانبيها. فعلى سبيل المثال: هل ينضم الاتحاد الأوروبي إلى المشروع الأميركي الآسيوي بحكم تحالفاته؟ أم أن مصالحه الحالية ستحتم عليه التقرب من المشروع الصيني، أو طرح مشروعه الخاص! وماذا عن روسيا؟ هل ستنضم إلى المشروع الصيني الأقرب إليها من ناحية المصالح؟ أم أنها ستتريث لتوجد مشروعها، والذي يمكن أن يستقطب دولاً مهمة، وتقع على طرق تجارية مفصلية، كالشرق الأوسط وتركيا وبلدان آسيا الوسطى.

بشكل عام سيتوقف إنجاز كل مشروع على مدى القدرات المالية المخصصة له، ومدى قدرة قياداته على استقطاب رؤوس الأموال والاستثمارات الهائلة التي يتطلبها، مما يعني وجود فرص حقيقة للبلدان العربية، وبالأخص دول الخليج العربي لإيجاد موقع قدم لها في هذه المشاريع أو إحداها، وذلك بفضل ما تتمتع به من موقع استراتيجي وقدرات مالية وبنى تحتية متطورة.

ومع أنه ليس من السهل اتخاذ موقف محدد بصورة فورية، إذ أن ذلك بحاجة لدراسة استراتيجية معمقة وشاملة تأخذ بعين الاعتبار تمركز القوى الدولية وتوازناتها الجديدة، وكذلك الثقل التجاري والاقتصادي لدول الخليج والبلدان المعتمدة على مصادر الطاقة الخليجية، ومدى إمكانية مرور أحد هذه المشاريع بدول المنطقة لاتخاذها كمركز لعملياته الدولية، وغيرها الكثير من الجوانب والأبعاد الاستراتيجية التي ستؤثر تأثيراً بالغاً في البناء التنموي لكافة بلدان العالم، وفي مستقبلها الاقتصادي واستقرارها الاجتماعي وموقعها في هذا الصراع المستجد والمهم.

والحال، فإنه إلى جانب ذلك، ستكون للتغيرات التكنولوجية والجيو- سياسية السريعة التي تجتاح العالم انعكاسات مؤثرة ستؤدي إلى اصطفاف جديد لبلدان العالم من نواحٍ عدة، بما فيها ترتيبها وأهميتها الاقتصادية وثقلها السياسي والعسكري في الصراع المستجد، وهو ما يشير إلى وجود فرص وإمكانيات حقيقة لبلدان العالم للاستعداد والتهيئة للتغيرات القادمة وتسخيرها لدعم تنميتها وخدمة مصالحها واستقرارها.