أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

أزمة الجيل

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 17-10-2017


لكل جيل أزمته، تلك الأزمة التي تشكّل وعي هذا الجيل، وترسم مواقفه، وتنطلق منها بقية الأزمات فتأسر العقل الجمعي لهذا الجيل. جيل الثمانينيات الخليجي عاش أزمة أفغانستان المنبثقة عن الحرب الباردة، وشكّلت لفترة طويلة هوية هذا الجيل. ثم جاءت حرب الخليج الثانية واحتلال الكويت لتحرّف إدراك جيل التسعينيات نحو السطوة الأميركية. أما جيل العقد الأول من هذا القرن، فكان ارتطام طائرتين ببرجين في نيويورك كفيلاً بإعادة ترسيم حدود العلاقة الذهنية بين الغرب والإسلام والأنظمة القمعية. اليوم يصعب وضع اليد على أزمة هذا الجيل، فمن الربيع العربي إلى الأزمة الخليجية تعرّض هذا الجيل لصدمات فكرية ونفسية عديدة.
لا شك أن الأجيال تتلاقى، وكل جيل يبني فهمه للأزمة التالية على تأثره بالأزمات السابقة، وينتج ذلك حالة من الصراع الجيلي. فبين من يعتبر أن الصراع هو بين الصحوة والليبرالية، وبين من يجده بين الإسلام السياسي والغرب، أو مؤخراً بين الثورة والدولة، كل ذلك نتيجة للأزمة المركزية التي تشكّل وعي هذا الجيل أو ذاك. ولكن المشكلة اليوم هي أن هناك من يحاول أن تكون هذه الأزمة قاصمة الظهر للجيل، وأقول «يحاول»؛ لأن ما نراه يثبت أن من يقوم على الأزمة الحالية يسعى لتكسير البنية الفكرية والنفسية لجيل كامل، عبر الانحدار بمستوى الخلاف السياسي والتصعيد المتسمر، بحيث تنهار منظومة القيم التي تُبنى عليها القناعات السياسية والمواقف من العالم من حولنا.
بأي عين سيرى الجيل الذي وجد نفسه في أول اختبار لعالم السياسة أمام الأزمة الخليجية؟ هذا الجيل الذي يعتبر حتى الربيع العربي بالنسبة له طيفاً في طفولته، اليوم يصلون إلى مرحلة الإدراك ليجدوا أنفسهم أمام صراع غير مبرر يتجاوز الأعراف السياسية والدولية، ويسخّر أدوات الدولة والمجتمع والرياضة والفن والثقافة والقبيلة في حالة استقطاب متطرفة، تستدعي للأذهان صراع فيصل وعبدالناصر، وإن كان ذلك الصراع في حينه -وعلى الرغم من شدته- وحدة الاستقطاب فيه أكثر واقعية في إطار عالم متحول في أعقاب التحرر العربي. هذا الجيل يواجه أزمة قد تصنع شرخاً بين شعوب المنطقة لا يمكن علاجه، وعداوات متجاوزة للسياسة إلى إطارات جُنّبت سابقاً مثل هذه الصراعات.
مع انحسار التصعيد واستقرار الأزمة، هناك دور تاريخي للنخب الثقافية والفكرية، يتمثل في إنقاذ أحلام هذا الجيل وطموحاته من براثن هذه الأزمات المتلاحقة، والهدم الممنهج للعقل والذهنية العربية، ولا يتم ذلك إلا بتجاوز السياسي إلى الثقافي والمعرفي، وليس ذلك بالمهمة السهلة في ضوء انقضاض الدولة على ما تبقّى من الحراك المجتمعي العربي اليوم في الدول التي اختارت القمع سياسة وحيدة للتعامل مع المجتمع في المنطقة. حتى السكوت أصبح جريمة يعاقب عليها القانون، والتحرر من هذه القبضة الأمنية ليس أمراً يسيراً. اليوم هناك هجرة جديدة للعقول إلى عواصم العالم، وهذه المرة تبدأ الهجرة من الخليج. مثقفون كثر آثروا الابتعاد جغرافياً عن الخليج، ليقتربوا فكرياً وشعورياً من طموحات شعوبهم.
المناشط الثقافية التي حضرتها هنا في الدوحة حول الأزمة تشير إلى تعطّش لدى شباب اليوم لأي شيء يمكن أن يفسر أو يقدّم حلولاً لواقعهم. الندوات ذاتها التي كان حضورها لا يتجاوز الصفين أو الثلاثة الأول في القاعة، اليوم يُجبر روّادها على الوقوف إلى جنبات القاعة بسبب الزحام؛ لذلك أصبح لزاماً علينا -خاصة في قطر والدول التي تتوافر فيها مساحة لا بأس بها من حرية الفكر- أن نقدّم لهذا الجيل تشخيصاً حقيقياً لأزمته، يتجاوز حدة الاستقطاب إلى استشراف واقعي لآثار الأزمة وتداعياتها.;