أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

خفايا الأعوام الثلاثين

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 06-10-2017


ديفيد كريست مؤرخ بارز ومستشار خاص في شؤون الشرق الأوسط، له كتاب مهم حول الصراع الخفي الذي دار بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران طوال العقود الثلاثة الماضية. عنوان هذا الكتاب هو «حرب الشفق.. خفايا ثلاثين عاماً من الصراع الأميركي الإيراني»، وقد قضى كريست في تأليفه قرابة عشرين عاماً، واستند فيه إلى مئات الوثائق السرية وشهادات مئات الشهود والمشاركين في صناعة القرار والحدث من مختلف البلدان، عسكريين واستخباراتيين. ويقول المؤلف عن الأسباب التي دفعته لتأليف «حرب الشفق»: إنه عندما كان يبحث حول فرضية أميركية إيرانية، استرعته أهمية الكشف عن جوهر العقل الإيراني وتوجهاته وحقيقة الثورة الإيرانية والتفكير الأيديولوجي الذي تؤمن به واللغة التوسعية التي تتعامل بها مع الآخر في المنطقة.


يقول كريست: إن علاقة البلدين ظلت تتأرجح منذ ثلاثة عقود بين الحرب والسلام، وإن الثورة الخمينية كانت بمثابة «البركان» الذي انفجر في وجه هذه العلاقة، لأن الشاه إيران كان أحد أهم حلفاء أميركا في المنطقة، وكانت إيران أكبر قوة في الشرق الأوسط. وكما يعتقد كريست فإن الشاه هو من صنع هذه الثورة عندما شجع على التغريب وتحدى واقع المجتمع في تلك الفترة، وفرض إعادة توزيع الأراضي الزراعية بصورة قسرية، خاصة الممتلكات الشاسعة العائدة إلى رجال الدين الشيعة، فكان هذا بمثابة ضربة في صميم نفوذهم وثروتهم، كما أمر ببيع الشركات التي تملكها الدولة، ومنح المرأة حق الاقتراع ومكنها من تقلد المناصب السياسية، وألغى التعليم الديني في المدارس العامة إذ كان يعتبر الإسلام ويعتبره «قوة رجعية تعيق بناء إيران جديدة وعصرية»، مما أحدث اضطراباً وتغييراً اجتماعياً سريعاً وعدم استقرار، لاسيما أن الثروة النفطية بقيت بأيدي نخبة صغيرة، بينما زادت البطالة في المناطق الريفية وزاد عدد سكان طهران خمسة أضعاف مع تدفق الفلاحين إلى المدينة بحثاً عن فرص عمل. وفي ظل هذه الظروف، ألغى الشاه الانتخابات وحظر الأحزاب السياسية المستقلة لصالح حزب واحد يدين له بالولاء، فتلاشت الدعوة إلى الملكية الدستورية، وظهرت المعارضة معبِّرةً عن حالة الاستياء في الشارع الإيراني، وقال السفير الأميركي في طهران «سوليفان» للجنرال «هاينر»: «لقد انتهى الشاه»، ثم أثار مسألة فتح حوار مع الخميني باعتباره ممثلاً لسلطة الشارع. وهنا يبين الكتاب كيف أن الإدارة الأميركية بدأت تواجه الواقع الإيراني في ذلك الوقت باستراتيجية جديدة، خاصة بعد أن وجدت أن المنطقة تتحول سريعاً إلى «قوس أزمات».
 
الخميني بدوره، كما يوضح كريست، كان صريحاً في التعبير عن أهداف ثورته، ففي 21 يونيو 1982 قال: «إن الطريق إلى القدس يمر عبر كربلاء»، وأعلن عن رؤيته لامتداد الهلال الشيعي على طول الشرق الأوسط.


وفي الوقت ذاته، كان الصراع الخفي جارياً بين الطرفين، من تجنيد العملاء والمرتزقة وإنشاء العديد من شبكات التجسس المتبادل. وهو صراع استخدمت فيه عدة عمليات إرهابية مثل تفجير مبنى قوات «المارينز» في لبنان، وتفجيرات أخرى في المنطقة وخارجها، وصولاً إلى الأحداث الدامية في العراق وسوريا واليمن، والتي تمثل ترجمة للفكر الثوري الإيراني واستراتيجيته التوسعية، كما لخصها الخميني بقوله: «سنقوم بتصدير ثورتنا إلى كل مكان في العالم». هذا علاوة على السياسة التي انتهجتها إيران الخمينية لتصفية حساباتها مع الآخر، والتي توضحت في صيف 1982 عندما حطت طائرة إيرانية في مطار دمشق ونزل منها أربعة وعشرون فرداً من «الحرس الثوري» عبروا الحدود إلى لبنان ليكونوا أول فوج من الـ800 رجل من عناصر الحرس الثوري الإيراني الذين كان لهم الدور الأساسي في تكوين «حزب الله» الذي عمل طوال هذه السنوات على نشر الإرهاب ورسالة إيران المذهبية والثورية في المنطقة العربية.