أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

الذين يتسولون الوقت

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-09-2017


التعامل مع الزمن، أو ما يسميه اختصاصيو السلوكيات والإدارة (فن إدارة الوقت)، لا يخص تقسيم الوقت عملياً ضمن مهام وظيفية محددة خلال اليوم أو الأسبوع أو السنة فقط، ولا يعني كيف نحدد بالضبط الوقت اللازم لهذا البرنامج وتلك المحاضرة، ولا يعني فقط كيف ننفق أوقاتنا بشكل جميل، هذه بعض اتجاهاتنا اليومية لإدارة الوقت في الحياة العملية، لكنها ليست كل شيء.

فماذا عنا كموظفين وآباء وأمهات وأشخاص عاديين وكتاب وصحافيين... إلخ، ماذا عنا إذا تركنا مؤسساتنا وخطط وظائفنا وعدنا للمنزل؟، عدنا كأشخاص لنا علاقة ماسة وعضوية بالزمن الممتد، لا مجرد معلمين محكومين بحصص زمنية، أو مديرين تضغطنا الخطط واعتبارات المؤسسة!


كلنا في نهاية اليوم، مجرد أشخاص عاديين مجردين من الاعتبارات، ومحسوبين على أنفسنا وأعمارنا وأحلامنا ومنجزنا الشخصي، أياً ما كان حجمه ونوعه وقيمته، فكيف ننظر لهذا الزمن، هذا العمر الذي يتسرب من شرايين سنواتنا بشكل خفي وبطيء، قطرة قطرة، بينما نحن نملأ الدنيا لهواً وضجيجاً، ودون أن ننتبه، وحين تفاجئنا تلك الحفرة الكبيرة التي خلفتها القطرات، وهي تنحت في أرض العمر، نقف بهلع لنستجدي بعض السنوات، تماماً كمتسول يقف على ناصية الشارع، رافعاً صوته (زمن لله يا محسنين).


هناك من يفكر في الزمن الفيزيائي (الساعات والأيام والسنين) بشكل شديد الحساسية، ولكن من منظور الشباب والجمال، ماذا ذهب وكم بقي، كيف يمكنني أن أضيف شباباً وجمالاً إلى سنيني الباقيات، كيف سأبدو أمام الآخرين، وماذا سيقول هؤلاء عني، وكيف أجعلهم يمتدحون تمتعي بشباب دائم؟، الزمن هنا بالنسبة للبعض، موضوع مادي شخصي، ضيق وفانٍ، ليس له أي مردود لاحق، بحيث ينتهي كل شيء بالموت أو الفناء، بينما بالنسبة لآخرين، فإن تسرب الزمن يصيبهم بقلق وجودي، فكيف مر الزمن ولم ينتهوا من مشروعهم أو عملهم الذي نذروا أنفسهم له؟.


لقد كان المفكر اليوناني الكبير نيكوس كازانتازاكس، يدعو ربه دائماً أن يمد في عمره عشر سنوات أخرى، ليكمل عمله الأدبي الكبير، ويقول ما كان عليه أن يقوله، كان يريد أن يأتيه الموت، فلا يأخذ منه إلا كيساً من العظام!! لقد اعتاد أن يقول لزوجته (أحس أنني سأفعل ذلك، سأذهب إلى ناصية الشارع وأمد يدي للتسول من العابرين (زكاة يا إخوان، ربع ساعة من كل منكم، بعض الوقت فقط لإنهاء عملي، وبعدها فليأتِ الموت)! كلما فكرت في فكرة أن هناك من فكر أن يتسول الوقت لينهي عمله أو مشروعه الفكري، أوقن حقيقة الوقت، كمعامل خطير في معادلة الحضارة والتطور، وهذا ما نغفله بشكل فائق!