أحدث الأخبار
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد

الكل يرتدي الأقنعة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-08-2017


قرأت للكاتب الأرجنتيني ألبيرتو مانغويل أكثر من كتاب، وكان أغلبها يدور في عالم الكتب والمكتبات، يوميات القراءة، والمكتبات في الليل وحول العالم، وقد وقعت لفترة في غرام حكايته الأسطورية مع الأديب والشاعر الأرجنتيني بورخيس، حين ارتبط معه بعلاقة قلما تتاح لمراهق في السادسة عشرة من عمره أن يلازم كاتباً وشخصية بحجم بورخيس! تبدو تلك الفرصة ذهبية بالفعل، رومانسية ونادرة، لكن مانغويل حولها إلى مسار حياة كاملة بعد أن ترك القراءة لبورخيس وتحول إلى كاتب موسوعي جاب العالم وكتب كثيراً وأصبحت أفكاره وكتبه محل تقدير العالم!

آخر ما قرأته لمانغويل روايته التي اختلف في ترجمة عنوانها، فقد صدرت تحت أكثر من عنوان: (كل الرجال كاذبون)، (كل البشر كاذبون)، (الجميع يكذبون) وفي الحقيقة فعبارة (كل الرجال كاذبون) تعتبر عنواناً متحيزاً يشارف على العنصرية ضد الرجال، في عالم لم يسلم فيه أحد من الكذب، فاستخدام كلمة (كل) يعد استخداماً لغوياً خاطئاً على الدوام، إننا حين نكتب نقوم بتثبيت بعض المفاهيم من حيث لا ندري، إننا نقوم بعملية إملاء قناعات على أذهان قرائنا بهذه القوة الناعمة المسماة (الأدب) وعليه فإن عنوان (الجميع كاذبون) يعد الأسلم حسب اعتقادي!

رواية (الجميع كاذبون) تناقش قضية تعدد الوجوه للشخص نفسه، والحقيقة أننا في عالم يسهل على الجميع فيه أن يكذبوا، ويرتدوا عشرات الأقنعة، المبررات لا حصر لها، والذين يكذبون يختبئون خلف أصابعهم وليس خلف أعذار وكذبات كبيرة فقط، أحياناً نتصور أن الكذب أصبح مذهباً فكرياً كبقية المذاهب والتوجهات السياسية والفكرية. فالجميع يكذبون حتى إنهم جعلوا للكذب يوماً يحتفون فيه به وهو أول يوم في أبريل!

بطل القصة أليخاندرو، يصفه مانغويل بأنه شيطانٌ ومسكين وصاحب طفولة مضطربة، عبقري، هو رجلٌ عادي جداً لكنه متنكّر في هيئة بطل، أو مرتدٍ قناع شخص نبيل وبطل ونزيه ومثاليات كثيرة، دون أن يقول مانغويل أي هذه الصفات صحيح وأيها زائف، فنحن في عالم لا يمكنك فيه أن تتبين الوجه الحقيقي للكثيرين، وهذا واحد من أسباب الحذر في العلاقات الإنسانية، وسبب رئيس لصناعة الحواجز وغلق الأبواب.

في عملية بحث عن حقيقة أليخاندو يتنقل صحافي فرنسي بين الأرجنتين وكوبا، وإسبانيا وفرنسا، لكن الأكاذيب أكبر من كل مناهج البحث، والذين عرفوا الرجل أعطوا شهادات متناقضة، فقد تعامل مع حبيبته بوجه ومع صديقه بوجه وهكذا، لا يبقى أمام القارئ سوى أن يصنع قناعته وحقيقته بنفسه!