أحدث الأخبار
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد

ماذا يجري في واشنطن؟

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 29-08-2017


يعيش البيت الأبيض حالة من الفوضى مع الاستقالات المتلاحقة والتصريحات المتضاربة من أعضاء الإدارة الأميركية، وهناك حالة من القلق في واشنطن حول ما ستؤول إليه الأحداث بعد أن تهدأ حالة الفوضى هذه. النيويورك تايمز نشرت مقالاً يستند إلى مصادر من داخل البيت الأبيض عن الطريقة التي يدير بها موظفو البيت الأبيض الرئيس، يبدأ ذلك من الصباح الباكر مع تقرير إخباري خاص يحتوي على جرعة إيجابية من الأخبار والمقالات والصور التي تمتدح الرئيس، والهدف حسب المقال هو أن يكون مزاج الرئيس إيجابياً مع بداية اليوم. أما كبير موظفي البيت الأبيض الجديد الجنرال المتقاعد جون كيلي فهو يمنع دخول أي شخص على الرئيس دون معرفته المسبقة، ويحاول الموظفون قدر الإمكان منع الرئيس من الاختلاء بأي شخص في المكتب البيضاوي مخافة أن يدفعه لاتخاذ قرار أو نشر تغريدة دون فلترة مسبقة. الرئيس منزعج كذلك من مستشار الأمن القومي مكماستر الذي يصر على التواجد في كل الاجتماعات المعنية بالجانب الأمني وتقييد تعليقات الرئيس وردوده. وأخيراً يعرض المقال صورة لانفعالات الرئيس على شاشة التلفاز والصراخ على الموظفين حين يتعكر مزاجه بسبب خبر سلبي يتناوله شخصياً أو أحد مشاريعه.
على مستوى آخر، تتناول تقارير مختلفة تدهوراً في العلاقة بين الرئيس والمشرّعين الجمهوريين؛ حيث انتقد الرئيس ترمب مراراً رئيس كتلة الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي متش مكونيل ورئيس مجلس النواب باول راين، واللذان يمثلان جناحي الحزب الجمهوري في الكونجرس واتهمهما بتعطيل أجندته التشريعية والفشل في تمرير قوانين يدعمها هو. كما وجّه نقداً لاذعاً لماكين وغيره من المشرّعين الجمهوريين الذين عارضوا مشاريع قوانين يدعمها البيت الأبيض، وهذا غير تهديد الرئيس بالوصول إلى حالة «إغلاق الحكومة»، وهي التي تنشأ حين يفشل الكونجرس والبيت الأبيض في الوصول إلى اتفاق حول الميزانية في تاريخ محدد، ومن ثَمّ يتم إيقاف العمل في كل الجسم الحكومي الفيدرالي باستثناء الوظائف الحساسة؛ لذلك لا يُتوقّع أن ينجح البيت الأبيض في تمرير أجندته التشريعية في الموسم التشريعي الذي يبدأ في سبتمبر.
ويضاف إلى كل ذلك تصريحان متتابعان لوزيري الدفاع والخارجية ينتقدان فيهما بشكل غير مباشر الرئيس ترمب، يقول ماتيس لجنوده في الأردن «عليكم أن تتماسكوا حتى تعود البلاد إلى حالة يحترم فيها الأميركيون بعضهم»، في إشارة على ما يبدو إلى الفوضى في البيت الأبيض وتصريحات الرئيس الداعمة للعنصريين البيض. أما وزير الخارجية تيلرسون ففي مقابلة على قناة فوكس وفي معرض الحديث عن القيم الأميركية قال بالحرف الواحد «الرئيس يمثّل نفسه»، وذلك تعليقاً على تصريحات الرئيس العنصرية، وسياق الكلام كان يلمح إلى أن تيلرسون ينأى بنفسه عن موقف الرئيس. كل ذلك ليس معتاداً في إطار الحكومة الأميركية التي يديرها عُرف «نعمل وفق ما يريده الرئيس»، وذلك عطفاً على كون الحكومة غير منتخبة في السياق الأميركي وبالتالي يُتوقّع من الوظائف المعينة أن تعمل وفق إرادة الرئاسة المنتخبة؛ لذلك فتصريحات الرجلين تشير إلى تمزق جديد في الإدارة.
كل ذلك طبعاً يمثّل فرصة لمن يريد استغلال الفوضى في واشنطن لتمرير ما لا يمكن تمريره في حالة تماسك الإدارة الأميركية، ولكن السؤال الأهم الآن هو هل ستصمد إدارة ترمب أمام هذه الأعاصير والإخفاقات؟ المشكلة هنا تكمن في شخص الرئيس الذي لا يتبنى خطاً سياسياً واضحاً ولا يعمل وفق أعراف مؤسسة الرئاسة، وبالتالي القول بأنه سيستقيل حال بدأت إجراءات التحقيق تضيّق الخناق حوله ليس وارداً، فهو في تقديري مستعد لمواجهة ذلك، كما أنه لا يُستبعد أن تنجح محاولات كيلي وفريقه في ضبط إيقاع الرئيس ولو جزئياً، ولكن لا يُستبعد كذلك انهيار الإدارة بشكل سريع من خلال موجة استقالات أخرى تطول هذه المرة أركان الإدارة. الطريقة الوحيدة التي يمكن لترمب فيها ضمان استمراريته هي الإذعان لضغط الحزب وإدارته وتخفيف وجوده المباشر على تويتر وغيره لضمان تماسك خطاب البيت الأبيض وهذا ما سيسهله غياب بانون وغوركا. كما يحتاج الرئيس إلى تمكين أركان الإدارة من العمل حسب رؤية واضحة منضبطة وهو الأمر الذي أثبت ترمب أنه غير قادر على الالتزام به. واشنطن الآن في مهب إعصار اسمه ترمب ينافس الأعاصير التي تهز جنوب الولايات المتحدة، وبعد زوال الإعصار ستحتاج عاصمة الولايات المتحدة لفترة ليست بالبسيطة للملمة الشتات.;