أحدث الأخبار
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للإسلام من دبي ومطالبات باعتقاله... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد

«وحده الوقت يكشف الحقيقة..!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 16-03-2017


كنت أتبادل أطراف الحديث مع صديق بريطاني جداً، بريطاني مسلم يقيم في الدولة، وأخذنا الحديث كالعادة إلى التاريخ والسياسة فالدين؛ ولأنه الشيء الوحيد الذي نتميز به عن الآخرين من الشعوب الأممية، فقد ذكرت له أثناء الحديث أن عليه ألا ينسى أن الرسالة السماوية قد نزلت علينا.. لم يكن الحديث حساساً بالنسبة إليه كونه متبحراً في دينه الجديد.. أوقفني الزميل عند هذه النقطة وقال لي: تؤ تؤ تؤ! وهو يشير بإصبعه على طريقة بندول الساعة المقلوب، وأوضح لي أنه يؤمن بأن الرسالة السماوية لو أنها كانت قد أنزلت على الشعب الإنجليزي «لانتهى كل شيء في حينه»، بحسب تعبيره، لأن كل شيء في هذا العالم كان سيكون «بيرفيكت» مباشرة، وهذا يتناقض مع طبيعة الحياة والتحديات والاختبارات والصعوبات التي يجب أن يمر بها البشر في رحلتهم الأزلية.. انتقمت من أفكار زميلي المهينة بطريقتي بأن أشرت للنادل من طرف خفي بأن يضع الفاتورة أمامه، وأخبرته بأنه حديث عهد بالدين وعليه الاستغفار والتوبة.. لم يبقَ إلا هذا الشرف يريدون أن يأخذوه منا!

بعدها بساعات كنت أجلس مع زميل آخر في أحد المهرجانات الأدبية التي تقدم مرطبات جيدة على هامش الثقافة، لا تحتاج معها للإشارة بأي شيء للنادل، وذكرت له الحوار الذي دار بيني وبين الزميل البريطاني، فأوضح لي أن الاعتزاز الكبير بالـ«أجلزة»، وهي المقابل اللغوي للعروبة، هو ملمح طبيعي ورئيس من ملامح الشخصية البريطانية، وأهداني رواية جميلة للكاتب الإنجليزي جداً جيفري أرشر، الذي كنا نقرأ الروايات المترجمة له قبل أن تكتشف دار «غريم الفرزدق» أن ترجمة سلاسل أسرار النجاح والقوة الخفية ودر الفعل الفعال أكثر رواجاً من الروايات المترجمة، فتم إيقاف مشروع الترجمة إلى أن تلقفته دار نشر أخرى آمل ألا تغير رأيها قريباً وتفاجئنا بسلسلة إدارية سخيفة أخرى، الرواية تحمل اسم «وحده الوقت يكشف الحقيقة»، وبها الكثير من الاعتداد والحديث عن الطريقة التي يجب أن تتصرف بها لتكون رجلاً إنجليزياً.

وعلى الرغم من أن المؤلف كان متواجداً في المهرجان وسيرته الذاتية ليس بها شيء مما يدعو إليه، فإن الناقدين يفصلون بشكل كامل بين شخصيته كمؤلف وبين ما يدعو له أو يذكره في رواياته.. هذا شيء وذلك شيء آخر.. لم عليّ أن أفسد متعة القراءة عن أخلاق الفارس الإنجليزي لمجرد أن الكاتب كانت له شطحات ونطحات شخصية لا تعنيني في حياته؟!

نظرية يقول صديق ثالث لي يسبقني بالإشارة إلى النادل أن يأتيه، بأننا لو طبقناها على ما نسميهم برجال الدين لدينا، وهي تسمية لم يطلبوها ولكننا ألصقناها بهم، لتوقفنا عن التوقع بأنهم يجب أن يتصرفوا بملائكية.. ولفصلنا بين ما ينقلونه لنا من معرفة وبين تصرفاتهم كأشخاص.. ولارتحنا وأرحناهم وتركنا كل شيء للوقت.. ذلك الذي وحده يكشف حقيقة كل شيء!