أحدث الأخبار
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد

«المبررات» الإيرانية لامتلاك الأسلحة النووية!

الكـاتب : عبدالله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 25-02-2017


تنطلق رغبة إيران في امتلاك الأسلحة النووية من نظرة طوباوية تقوم على المبررات الفجة والحجج التي سنوردها للقارئ بشكل مجرد، ونترك له التمعن فيها والحكم عليها دون أن نفندها أو نرد عليها في هذه المرحلة والتي تتلخص- من وجهة نظر الإيرانيين- في أولاً: إن التسلح النووي يعتبر ضرورة قصوى للمحافظة على الأمن القومي الإيراني، وهذه الضرورة تفوق كل ما عداها من ضرورات، بما في ذلك متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وترى العديد من رموز السراة الدينية - السياسية، بمن في ذلك المرشد الأعلى للثورة، بأنه لا فائدة حقيقية من تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والرفاهية لإيران وشعبها ما لم يسبق ذلك تسليح إيران تسليحاً هائلاً، بما في ذلك إنتاج الأسلحة النووية والوسائط الموصلة لها إلى أهدافها.

وثانياً: لأن إيران تريد الابتعاد التام كما تقول عن الارتباط السياسي والعسكري بأية دولة عظمى أو كبرى، حفاظاً على استقلالها الوطني وسيادتها التامة على أراضيها ومقدراتها، بمعنى أنها تريد أن تكون دولة غير منحازة لأي طرف من الأطراف المتنفذة القائمة في عالم اليوم، فهي تحتاج إلى أن تتسلح هي ذاتها نووياً لكي تستطيع أن تحافظ على حيادها، وعلى مخاطبة الأطراف الخارجية الند للند. ويعتقد الساسة - الدينيون الإيرانيون بأن علاقات إيران بالعالم الخارجي تعتبر عقيمة إنْ لم يتم تعضيدها وإسنادها بقوة عسكرية حقيقية ممثلة في امتلاك السلاح النووي لأنه وسيلة مثلى لردع أي عدوان خارجي قد يقع على إيران.

وثالثاً: السلاح النووي مهم لإيران في حالة اضطرارها القسري إلى عقد تحالفات خارجية مع دول عظمى أو كبرى تمتلك هذا السلاح، فالتحالف في مثل تلك الظروف، وهي دولة مالكة للسلاح النووي سيكون مختلفاً في تأثيره على مصالحها منه عن تحالفها، وهي دولة خالية الوفاض من الناحية النووية. ووفقاً لهذا المنطق اللا منطقي، فإن السلاح النووي في نظر الإيرانيين هو أداة دبلوماسية - سياسية وأداة ردع أكثر من كونه أداة عسكرية جاهزة للاستخدام الفوري، بمعنى أن القوة العسكرية النووية تحمي من الاعتداء الخارجي في الوقت نفسه الذي تجلب فيه وتحقق احترام المجتمع الدولي لمن يمتلكه. سؤالنا: هل يعقل هذا ويبرر الإنفاق والهادر المالي الحاصل والشعب الإيراني يئن من الجوع والتخلف؟

ورابعاً: تنطلق إيران من نظرتها إلى أهمية وضرورة السلاح النووي من أن الصراع في المجتمع الدولي، لم يعد صراعاً أيديولوجياً مجرداً بين المفاهيم الخاصة بالعدالة المجردة بين الدول، لكنه صراعاً بين أطراف الاستكبار وهو العالم الغربي وبين أطراف المستضعفين في الأرض من الدول الفقيرة. ولكي يحقق المستضعفون في الأرض العدالة لأنفسهم، لا بد لهم من امتلاك السلاح النووي، وإيران بإمكانياتها البشرية والمادية مؤهلة لكي تقود هذا الصعيد لكي تحقق لنفسها ول للمستضعفين في الأرض كافة، العدالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وخامساً وأخيراً: يعتقد الساسة الدينيون الإيرانيون بأن امتلاك بلادهم السلاح النووي يجعل لها مكانة مرموقة، ويضعها في مصاف الدول المتقدمة، ويكفل لها الصعود السياسي العالمي، ويحقق لها المساواة التي تتطلع إليها في علاقاتها الدولية، فبامتلاك هذه الأسلحة الفتاكة ستصبح إيران كما يعتقدون قادرة بسهولة على تحقيق المساواة التي تنشدها بطرق أيسر وأسهل. وهذا يعكس مسألة أن إيران التي قامت بالثورة على حكم الشاه السابق عام 1979 من أجل التخلص من نفوذ الولايات المتحدة الأميركية وهيمنتها على مقدرات البلاد السياسية والاقتصادية، هي في أمس الحاجة إلى المحافظة على مكتسبات تلك الثورة، وإلى تعزيز الوضع الذي تعتقد بأنها تستحقه في المجتمع الدولي، ومثل هذه التطلعات لن تتحقق بامتلاك الأسلحة النووية، وعدم تملكها للسلاح النووي يعني عودتها إلى الحظيرة الأميركية أو إلى هيمنة حلفائها أو غيرهم من الدول الكبرى التي تمتلك هذا السلاح، خاصة روسيا التي تتشارك مع إيران الحدود، وهو أمر لا يمكن للثورة الإيرانية أن تقبل به، لأنه ينتقص من استقلال إيران وكرامتها وسمعة ثورتها. الحكم لك أيها القارئ الكريم: فهل يعقل أن تقبل بمثل هذه المبررات في مقابل أن يبقى العالم خالياً من الأسلحة النووية؟