أحدث الأخبار
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد

«بيزنس» الطب

الكـاتب : علي العمودي
تاريخ الخبر: 05-01-2017


لولا متابعتي للأمر شخصياً ورؤية الفواتير المقدمة، لاعتبرته من قصص الخيال العلمي، ولكننا في زمن الغرائب والعجائب، والطب الذي تحول إلى تجارة و«بيزنس» ببركات التأمين الصحي، وما أحدثه في المشهد العام وحياة الإنسان في عصرنا.

القصة باختصار أن شخصاً تعرض لعارض صحي بينما كان في عمله، هرع إليه زملاؤه وأسعفوه، معتقدين أنه مجرد تعب وإرهاق، قبل أن يعاوده العارض من جديد، ما تطلب منهم نقله إلى المستشفى الذي يتردد إليه، فإذا بذلك المستشفى يعترف بمحدودية قدراته أمام الحالة، وأنه لا يرى أمراً خطيراً، وإنما من باب الاطمئنان والتأكد، قام بإرساله وبواسطة سيارة الإسعاف إلى مستشفى آخر له «اسم غربي رنان» ومجهز- كما قالوا- بأحدث الأجهزة والتقنيات، فاحتجزه الأخير بين جدران مبانيه الباذخة الديكور الخاوية من المراجعين حتى يكون قيد الملاحظة والمراقبة الطبية. كانت الساعة وقتها تقترب من السادسة مساءً وعند منتصف نهار اليوم التالي، وعلى طريقة فنادق الخمس نجوم في «التشيك آوت»، قيل له بإمكانك الآن المغادرة للبيت، فلا شيء خطيراً يهدد حياتك، فقط استمر على هذه الأدوية. ليطمئن الرجل قبل أن تأتيه الصدمة التي لا يمكن أن تخطر لكم على بال، فقد جاءته الفاتورة المطلوب منه سدادها لقاء المكوث في ذلك المبنى الباذخ، فرك عينيه سبعاً ليتأكد من صحة المبلغ المدون فيها، والذي أكدته موظفة الاستقبال بعدها، فقد كان الرقم 200.146.41 ، مئتي ألف ومئة وستة وأربعين درهماً وواحداً وأربعين فلساً. أسقط في يده، فلو أنه استقل طائرة للولايات المتحدة على درجة رجال الأعمال وراجع عيادة متخصصة هناك وعاد لما اقتربت التكلفة من المبلغ الوارد في الفاتورة. لتبدأ معه جولات من المفاوضات الشاقة انتهت بقبول المستشفى كل الرصيد المتاح له في بطاقته الائتمانية، وقدره عشرون ألف درهم!! وخرج الرجل ليتابع جولات أخرى من المفاوضات لاسترداد ما دفع من شركة التأمين الصحي التي يتبعها، والتي انتقدت ذهابه لذلك المستشفى الذي فوجئ بأنه غير مدرج ضمن مزودي الخدمات الطبية المعتمدين لدى شركته، متناسين أنه لم يذهب إليه طواعية، وإنما محمول في سيارة إسعاف وفي حالة طارئة!!

تحياتي للذي غضب من قولي بأن التأمين الصحي سلب الطب إنسانيته، وجعله «بيزنس»، وسلامتكم من كل شر.