أحدث الأخبار
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد

حين نخاف من القراءة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-01-2017


في محاضرة ألقيتها في إحدى المؤسسات، سألتني سيدة عرفت من سؤالها أنها أم لفتاة مراهقة، تخاف عليها كثيراً من شيوع تلك الكتابات والأفكار التي تعزز النظرة الدونية للمرأة، وتحط من قدرتها على الاختيار والتمييز، جاعلة منها شخصاً بلا إرادة، قالت بأن كثيراً من الكتابات التي تعزف على وتر المشاعر والبوح العاطفي، والتي تنتشر هذه الأيام.

وتنتهجها بعض الأسماء المعروفة في عالم الكتابة النسائية، لا تفعل شيئاً أكثر من تكريس الانكسار العاطفي، وقبول الهزيمة في الحب والتغني بها، وتحويلها إلى عبارات رنانة تتباهى بها الفتيات على مواقع التواصل، دون تفكير في خطورتها، وقد ذكرت اسم كاتبة عربية مشهورة كمثال بارز على هذا النوع من الأدب.

ما لا تعرفه هذه السيدة، ربما، أن مثل هذه النقاشات والقضايا قد سمعت صداها في المجتمعات العربية منذ سنوات بعيدة، أيام كان يطلق على مجتمعاتنا العربية وصف المحافظة والمتزمتة وغير ذلك، كان هذا في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.

فعندما نشر الشاعر نزار قباني أول دواوينه الشعرية اعتبر ذلك الديوان صدمة كبيرة لطبيعة تلك المجتمعات، كما اعتبر عنوان الديوان صفعة مدوية قابلتها الأسر بمنع بناتهن من تداول وقراءة ذلك الشعر، لكن وبعد عدة سنوات صارت الفتيات يرقصن على ألحان قصائد نزار التي كان يغنيها عبدالحليم حافظ واليوم كاظم الساهر!

لقد أصبحت أشعار قباني، التي اعتبرت في زمانها خارجة على أعراف المجتمع المحافظ ومحرضة على التمرد، أشعاراً مهذبة وكلاسيكية قياساً بما ظهر بعدها، وبما تعرضه اليوم مواقع التواصل والمجلات الفنية وأفلام هوليوود.

 إن العالم يتغير وفق قوانين التغيير لا وفق أمزجتنا، ولا مجال لإيقاف اندفاع العجلة على القضبان أبداً، ما تملكه الأسر ومؤسسات التربية لمواجهة ما تعتقده خارجاً أو غير مناسب، هو أن تعيد التفكير كثيراً في فكرة الثقافة والوعي وتطور مفهوم حق القراءة وحق الاختيار، فالذين قرأوا أشعار نزار لم ينحرفوا، والذين قرأوا قصص يوسف إدريس وروايات نجيب محفوظ لم يصيروا إرهابيين.

إن القراءة بكل تجلياتها ولخبطاتها وتنويعاتها ليست سوى طريق طويل صوب الوعي، هذا الوعي لا يصنعه كاتب، ولا يشكله كتاب واحد، أو نوع محدد من الأفكار، أبناؤكم ليسوا لكم، إنهم أبناء الحياة، امنحوهم سلاح الوعي وحصّنوهم به ثم دعوهم يقرأون ما يشاؤون، وسينضجون في الوقت المناسب حتماً.