أحدث الأخبار
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد

ملاحظات على هامش إنسانيتنا!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-10-2016


في أحد الشوارع الفرعية، يتكدس الناس في عدد من المقاهي على الطريق المؤدية لمحطة القطارات الرئيسية في مدينة أميركية، كنت أجلس هناك أرصد تفاصيل الناس والوجوه واللحظة، أتأمل النساء والرجال العابرين طرقات الرحيل والسفر والعجائز والشيوخ المتكئين على التعب لتمرير ما تبقى من أيام، بعضهم يدفع همومه، وبعضهم حقائبه، وبعض النساء يدفعن عربات تستلقي فيها أجساد صغيرة بأوضاع وحركات تدمي القلب، أطفال مصابون بإعاقات مختلفة!

أتذكر أول مرة جلست هناك، كان ذلك منذ أكثر من 25 عاماً، عندما ذهبت إلى واشنطن للمرة الأولى، كانت تلك التفاصيل تلفت نظري كثيراً، وكان وجود أشخاص على مقاعد متحركة في المقهى والشارع والمستشفى والحديقة ووجود آباء وأمهات يدفعون صغارهم في عربات خاصة للمعاقين أمراً معتاداً بالنسبة لمجتمع قام وتأسس على مبادئ حقوق الإنسان والمساواة.

كنت ألاحظ العرب والخليجيين يحملقون في أولئك المعاقين وكأنهم من عجائب الطبيعة، لسبب بسيط جداً وهو عدم اعتيادهم على معايشة المعاق في بلادهم كما هو هنا، في الحي والمدرسة والسوق والمقهى وإلخ، فعادة إذا ما خرجت العائلة تركت الابن أو الابنة المعاقة في البيت مع المربية لأنها تحتاج عناية ورعاية خاصة لأنهم خرجوا للتمتع بوقتهم لا للعناية بمعاق، هذا التفكير لم ألحظه على وجوه الأمهات اللواتي يقضين وقتاً مع أبنائهن المعاقين أيام العطلات باعتياد وصبر لافتين.

عرفت أسرة أميركية كانت تتبرع بيوم إجازة كامل تستقدم فيه فتاة مصابة بشلل دماغي من أحد مراكز الرعاية يقضونه معها، فيصطحبونها خلاله لأماكن مختلفة كعمل تطوعي!

يبدو الأمر بالنسبة لهم تجربة إنسانية عظيمة تدربوا عليها وتقبلوها وصاروا يتعاملون مع المعاق باعتباره إنساناً كامل الإنسانية ومكتمل الحقوق، له كل الحقوق، وحق قضاء يوم إجازة في الخارج: في الحديقة أو على البحر أو المقهى، أو مركز التسوق، له أدواته، معداته التي تعينه على استخدام سيارة الأجرة والحافلة والقطار والمصعد والمكتبة والشارع وإشارة المرور وووو إلخ.

لا أحد يبحلق فيه، ولا أحد ينظر له ككائن غريب أو يدعو للخجل، لا أحد يتذمر منه أو يعتبره عبئاً، له مدرسته إن كان قادراً عليها ومعلموه المؤهلون، وبقية الأمور التي تسهل له ولأسرته الكثير من الأعباء والأعمال، ما يضيق هامش إحساسه بالنقص وإحساس أسرته بأنه عبء ثقيل، نحتاج أن نتدرب على هذه الثقافة الإنسانية العظيمة.