أحدث الأخبار
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد

حفلة التفاهة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-05-2016


قرأت آخر أعمال الكاتب التشيكي الأصل ميلان كونديرا »حفلة التفاهة«، فلم أستطع استساغة الرواية ولم أكملها، هي ليست سهلة أولاً والترجمة لم تكن سلسة، وحين زرت براغ للمرة الثانية منذ مدة، تصادف سكني في فندق يحتفي بالكتاب التشيكيين الكبار، فقد قرأت على غرفة الاجتماعات »قاعة ميلان كونديرا«، وعلى الجانب الأيسر للباب المقابل لغرفتي قرأت اسم »فرانز كافكا«، حين خرجت للشارع أبحث عن مقهى دخلت بالمصادفة إلى واحد يحمل اسم »كافكا كافيه« في الساحة الرئيسية، عندها فكرت أن الأشياء لا تحدث بالمصادفة أبداً، وأن علي أن أقرأ شيئاً لهؤلاء الكبار!

بعد أن عدت إلى دبي، تذكرت »حفلة التفاهة« واجتهدت في إكمالها رغم صعوبة فكرتها: التفاهة في مقابل وجودنا الإنساني، أو التفاهة كمعادل لكل ما يحيط بنا، وبالفعل أنهيتها وحققت نقطة لصالحي، بعدها استغرقت في طرح الكثير من الأسئلة حول الرواية لأنها تزرعك بالأسئلة فعلاً!

وقد أشعل أسئلتي حفلة التفاهة الفعلية المقامة على امتداد جغرافيا الشرق الأوسط، ثم أحاديث واهتمامات الكثير من الناس حولنا، والتي تبدو بلا معنى وخالية من المضمون، تذكرك بفقاعات الصابون التي ينفخها ذاك المهرج في ساحة براغ محدثاً حالة من البهجة الزائلة في نفوس الأطفال والناس الذين يلاحقون الفقاعات بلا هدف حقيقي، سوى أن قوس قزح يبدو مغرياً وهو يتكون على سطحها!

ميلان كونديرا يؤمن أن التفاهة تحصد أرواح الناس، هذه الحروب، والمجازر والدمار، لأي شيء تستمر، ولأي هدف تدعم وتقوى بوساطة قوى كبرى، هذه الأفكار التي تفرض على البعض، هذه البرامج التي ندعى لأن نعجب بها، هؤلاء النجوم الذين يدفعنا الإعلام للتسليم بنجوميتهم، هذه الكتب ومظاهر التاريخ التي علينا أن ننظر لها بتبجيل، ألا يمكن أن تجعل الشباب يفقدون الأمل في كل شيء ويزدرون كل شيء ويذهبون للتفاهة؟

ستالين الرهيب، يحكي قصة غرائبية عن نفسه وعن قدراته الخارقة لمجموعة من كبار رجال الدولة، يريد إضحاكهم لا أكثر، لكنهم لا يفعلون، يصمتون ويضمرون له الكراهية والاحتقار، وهناك في دورة المياه يتصايحون ويسخرون منه ومن حكايته، بينما يتلصص هو عليهم ويضحك من غبائهم وجبنهم، يا للأوغاد حتى روح الفكاهة لا تمتلكونها!

العجوز الخمسيني في الرواية يطلق النار على أنف تمثال الملكة الفرنسيّة »ماري دوميديسي« ويكسره، إهانة عميقة لتاريخ فرنسا يختزلها هذا الفعل الذي قام به العجوز في حديقة اللوكسمبورغ أشهر حدائق باريس، لكن كونديرا يريد أن يقول إن التاريخ ليس له قيمة طالما لم يعد يعنيني أو يفيدني في شيء، هل خطر ببالنا أن كثيراً من أبنائنا يمكن أن يفكروا مثل ميلان كونديرا وهم يمعنون في كثير من أحاديثهم واهتماماتهم عديمة الجدوى؟